امجد فاضل فريحات
لك الله ياحلب
بقلم أمجد فاضل فريحات
كما هي العادة في خطب الجمعة لا علاقة للخطبة بما يحدث في بلاد العرب واﻹسلام من قتل وتصفية ﻷخوة الدم والعقيدة.
أليست حلب وأهل حلب بأمس الحاجة للحديث عنهم ، مالذي يجري ، أبلادة في البلاد ، أم خدر جرى في عروقنا ، أم هو التدجين ، ومسح الدماغ ، وتطبيق نظرية المحافظة على الذات والتي تقول : أنج سعد ، فقد هلك سعيد .
مندوب العدو الصهيوني يتحدث من على منبر اﻷمم المتحدة ويوبخ المندوب السوري أيم توبيخ وباللغة العربية ، وظهر هذا الصهيوني وكأنه أشفق علينا من أنفسنا ، ولم يبقى أمامه إلا أن يقرأ القرآن كما فعل نابليون بونابرت عندما غزا مصر وبلاد الشام .
مسلسلات سيئة كتبت بأيدي مهرة من أجل توصيل رسالة اﻹستعمار ، وحتمية ووجوب قبول اﻵخر ، لا بل واللجوء إليه في المحن والشدائد ، واﻹرتماء في حضنه الدافئ ، وأن الخلاص لن يكون إلا على يديه ، واﻹقتناع بأهم بروتوكول وهو مسامحته على احتلاله لبلادنا وحصوله على الشرعية بها ، وبهذه المرة ليس من داخل أروقة اﻷمم المتحدة ، بل من ضمير الشعوب العربية والإسلامية المنهزمة والفاقدة للثقة في كل شيء ، والتي تأن من شدة الجوع ليلا، وتكتوي بنار الفقر والقهر والديون نهارا ، وهذا مادبر لها .
هذا ماتسعى إليه بروتوكولات حكماء صهيون ومن لحظة وجودهم فوق أراضي الدولة اﻹسلامية ، وتحديدا بعد هروبهم من إسبانيا ودخولهم للعيش في كنف الدولة اﻹسلامية وفوق أراضي الدولة العثمانية ، كأهل ذمة أطلق عليهم إسم يهود الدونمة ، وتعني كلمة الدونمة ، العودة .
ماذا بقي لك ياحلب ، بقي لك أن لا تحزني ، فلقد جزت بغداد الرشيد قبلك مرارا ، وأعدم صاحبها ، وجزت اليمن موطن العرب اﻷصلي ، وليبيا المختار في بلاد المغرب ، ومصر شريان اﻷمة العربية ، وكل هذا يحدث ياحلب حتى لا يكون هناك أي أثر لقصيدة الشهامة والنخوة والكرامة العربية واﻹسلامية في وجداننا وعقولنا ، وحتى لا نتغنى بها في أي يوم ﻷنهاذهبت بلا رجعة .
دعينا نودعك ياقصيدة بلاد العرب أوطاني، وداعا يليق بمقامك السامي ، لا بمقامنا الوضيع ، فلم يعد لنا مقام نقيم عليه بعد أن أقاموا علينا الحدود ، وبعد أن سمحنا للوجوه الغريبة أن تعتدي على بني قومنا في بلاد العرب أوطاني ، وداعا لك ياقصيدة البلاد العربية ، فلم يعد بيننا مكان لك ، ولم يعد لك مكان بيننا ، وداعا لك فلقد حل مكانك أبناء بني صهيون ، وها هم يهتفون ويقولون لنا بلساننا العربي : إلي استحوا ماتوا ، أما أنت يا بشار اﻷسد فسيذكرك بني صهيون ذكرا يليق بمكانك الوضيع ، ﻷنك قدمت لهم خدمة العمر عندما حولت أنظار العرب والمسلمين والعالم من فلسطين إلى سوريا .
وفي لحظة الوداع وللمرة اﻷخيرة إسمح لنا ياقصيدة الشهامة والمروءة العربية أن نذكرك ولو لمرة واحدة وبعدها سنقول لك : سلام عليك ياقصيدة بلاد العرب أوطاني فلم يبقى لدينا سوى أسمك ، ﻷننا دفنا من بعدك الشام ، وبغداد ، واليمن ، ومصر حتى تطوان ، أما فلسطين فلم يعد لها ذكر في المنابر ، وأصبحت شيء من الماضي البعيد .
وفي الختام نهتف للذكرى ونقول :
بلاد العرب أوطاني من الشام لبغدان
ومن نجد إلى يمن إلى مصرفتطواني
فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا
لسان الضاديجمعنا بغسان وعدنان