ماجد القرعان
مجلس الأمن وجمعيته العامة .. مأساة دوليةلم استغرب مطلقا ما تصرف به مندوب اسرائيل لدى الأمم المتحدة المدعو جلعاد إردان حين تطاول في تغريدة له على منصة “ أكس “ علىالأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووصفه بأنه غير لائق لقيادة الأمم المتحدة وعليه الأستقالة وذلك بسبب اصطفافغوتيريش الى جانب الحق والموضوعية حيال ما يجري في قطاع غزة الفلسطينية من قتل للاطفال والنساء وتشريد المدنيين .
ولا كذلك اقدام إردان وأمام كافة اعضاء المجلس على تمزيق تقرير لمجلس حقوق الأنسان التابع للمنظمة لأنه انتقد اسرائيل بشدة معتبرا انمكانه القمامة و لا حيال قوله عن الجمعية العامة الأممية بأنه “لم يتبق لديها ذرة واحدة من الشرعية” على خلفية تبنيها قرارا يدعو لوقفإطلاق نار فوري في غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع.
كذلك لم أستغرب انتقاد سفير الكيان الصهيوني في برلين رون بروسور خلال مؤتمر للحزب المسيحي الديمقراطي في شمال الراين– وستفاليا دولة ألمانيا لإمتناعها عن التصويت على قرار أممي يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة بالرغم من أن دولة المانيا من أكثر الدولالتي تقدم مختلف انواع الدعم العسكري واللوجستي والمادي للكيان الصهيوني .
ما تقدم أمر لا يُشكل نقطة في بحر حيال مواقف اسرائيل من كافة القرارات التي تتخذها الجمعية العامة للامم المتحدة وكافة الهيئات التيتتبع لها المتمثل في عدم انصياعها لكافة القرارات التي تم اتخاذها بشأن القضية الفلسطينية والتي أكدت بمجملها على مشروعيةحقهم باقامة دولة مستقلة لهم على ارضهم التي تحتلها اسرائيل منذ نحو 75 سنة .
الملفت للمراقبين ودعاة السلام في جميع انحاء المعمورة ليس تمرد ساسة وقادة هذا الكيان على مؤسسة تُعتبر بمثابة المرجعية الدولية فيكافة النزاعات والإختلافات التي قد تحدث بين أي منها بل الصمت المطبق لأعضاء هذه المؤسسة على تمرد اسرائيل علانية على اعضائهاوهو أمر يدفع الى التساؤل والسخرية في آن واحد حيال تماديها ويؤشر بصورة واضحة الى وجود خلل ما في أنظمة هذه المؤسسات الدوليةتسمح لشبه دويلة ( تصغير دولة ) الى التمادي على دول عظيمة سياسيا وعسكريا وماليا كما هي دولة ألمانيا على سبيل المثال .
لكن في ضوء الدعم اللا محدود الذي اعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من دول الغرب فيبدوا أن هذه المنظمات الدولية عبارة عنغطاء لتمرير سياسات الدول التي تُسيطر عليها وتوجيهها حسب اهدافها والتي هي بالتأكيد ليست وفقًا لما جاء في ميثاقها “ الحفاظ علىالسلم والأمن الدوليين، وحفظ حقوق الإنسان، وتقديم المساعدات الإنسانية، وتعزيز التنمية المستدامة، ودعم القانون الدولي “ فكل ذلك بمثابةحبر على ورق ويُصبح العمل بها وفقا لمصالح الدول المسيطرة على مجلس الأمن المنبثق عن المنظمة والذي تتحكم به خمسة دول تحظىبعضوية دائمة وهي الصين، وفرنسا، والاتحاد الروسي، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة حيث جميعها لها حق تعطيل أي مشروع قرار بمايسمى “ الفيتو” كما حصل مؤخرا بشأن مشاريع القرارات لوقف الحرب على غزة والتي عطلتها الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدةبسلطة “ الفيتو “ .
يبقى السؤال الموضوعي والمنطقي كيف تقبل باقي الدول ان تكون شريكة في هيئة دولية تُقاد من قبل ما يسمى بالدول العظمى والتيبتقديري ان لديها تحت الطاولة ( تفاهمات ) بالمنافع والمكتسبات وما نراه من صراعات وخلافات معلنة بينها بين حين وأخر هي لاستهلاكباقي الشعوب لتبقى كل منها منضوية تحت راية سادتها من هذه الدول .
انها مأساة أممية لن تنتهي ما لم نشهد صحوة دولية تدعو بقوة الى معالجة الثغرات في أنظمة وقوانين هذه الهيئات الأممية وتحريرها منسطوة اسرائيل التي ثبت انها مدعومة من الدول التي تتمتع بحق الفيتيو .