الصحفي جمال البواريد
بالامس القريب كان ابناء محافظة مادبا يتحدثون عن فشل مشروع مدينة الامير هاشم للشباب التي تأسست عام 2009 في محافظة مادبا كمشروع تنموي وخدمي يستهدف الشباب على وجهه الخصوص، وراحوا يلقون باللوم على اسباب وعوامل عديدة ، ولكن الحقيقة ان هذا المشروع الذي جاء كمكرمة ملكية لابناء المحافظة كانت بحاجة الى ادارة حصيفة ومخلصة وعمل دؤوب ليكتب له النجاح والديمومة.
وهذا ما كان، فقد اصبحت المدينة حيث الشارع في مادبا كقصة نجاح، عندما اسندت ادارة المدينة لابن محافظة مادبا الدكتور ابراهيم الشخانبة قبل اقل من عامين فقط لتتحول مدينة الامير هاشم بن عبدالله الثاني الى قصة نجاح على مستوى الوطن بوصفها المشروع التنموي اليتيم الذي حظيت به محافظة مادبا.
وبدأت نهضة المدينة عند تولي معالي الدكتور فارس بريزات وزارة الشباب فكان لافتا مراوحة المدينة مكانها منذ سنوات فعقد اللقاءات والاجتماعات مع الحكم المحلي في مادبا وابناء المجتمع المحلي وأعيد تشكيل مجلس إدارة نادي المدينة ومجلسها الاستشاري، لايصال رسالة مفادها ان مدينة الامير هاشم مقبلة على نهضة، واعطى مديرها الجديد الدكتور الشخانبة كل انواع الدعم.
واستمر هذا الدعم لاعمال التطوير والتحديث في عهد وزير الشباب الحالي محمد النابلسي الذي استمر بدعم نجاحات المدينة لتصبح منارة للشباب ومشروع شبابي تنموي بامتياز.
ورغم انه بداية عمل مديرها الجديد اصطدمت بجائحة كورونا التي اوقفت النشاط الاقتصادي وتعطلت مختلف القطاعات ولكن كوادر المدينة وجدت هذه الظروف الصعبة فرصة لمواصلة العمل والبناء والانجاز، وطبقت دعوات جلالة الملك بضرورة تحويل التحديات الى فرص للنجاح والابداع والتميز.
وكانت اولى خطوات الادارة الجديدة كانت على الصعيد الاداري بالتخلص من الفساد والترهل الاداري واعادة توزيع الموظفين ورفع انتاجيتهم، وتوفير نحو 30 فرصة عمل مؤقتة وموسمية لتنشيط وتشغيل كل مرافق المدينة الرياضية، فيما لم تغفل الادارة الجديدة الجانب المالي فتم اتمتة كل العمليات المالية وتقديم اقرارات ضريبية لاكثر من عشر سنوات ماضية لنادي المدينة واعداد موازنات الاعوام الماضية المـتأخرة.
وشكلت هذه الخطوات في الجانب الاداري والمالي ارضية صلبة للانطلاق بقوة وعزم وثبات، وأولى نتائجها رفع ايراد المدنية اكثر من 380 بالمئة عما كان بالسابق، وتضمين المطعم والكافتيريا لشركة مرخصة وزيادة الايرادات لعشرات الاشعاف.
واستغلت ادارة المدينة مساحات الاراضي التابعة للمدينة بزراعة اكثر من ثلاثة آلاف شجرة وانشاء ثلاث حدائق داخلية وتركيب شبكة ري حديثة ومتطورة وانشاء خزانات مياه بعدة مناطق في المدينة ورفد المدينة بجرار زراعي.
ولم تكن هذه النجاحات بدون التشبيك مع المجتمع المحلي فنجحت ادارة المدينة بإنهاء القطيعة مع المجتمع المحلي، فيما اصبح مسبحها الاولمبي يعج بالزوار حيث تم تخصيص يوم للنساء ويوم للعائلات فيما تم فتح ترس المسبح للسهرات العائلية مجانا وبشكل يومي، وكل هذه الانشطة والتي اسهمت في زيادة عدد الزوار بنسبة 500 بالمئة، كما نجحت ادارة المدينة بادخال المدينة ضمن مسار اردنا جنة التابع لوزارة السياحة.
وبالتوازي حرصت ادارة المدينة على الاستمرار بمشاريع البنية التحتية وعلى كل الصعد حيث تم انشاء ملعب كرة سلة خارجي وطرح عطاء للطاقة المتجددة والحصول على موافقة لحفر بئر ارتوازي في حرم المدينة فيما يجري العمل على بناء نزل سياحي بيئي للاستفادة من مبنى متهالك، كما تم الانتهاء من بناء وتأسيس حديقة للاطفال ورفع اسوار المدينة وتركيب بوابات ذكية وبناء اطاريف على مداخل المدينة.
واستمرت اعمل البنية التحتية بإعادة تأهيل المسبح الاولمبي ومسبح الاطفال بطريقة حرفية وآمنة وتركيب مظلات حول المسبح والمدرجات ومسبح الاطفال ومواقف للمركبات، كما تم تأهيل ملاعب كرة القدم ومرافق اللاعبين والحكام والمدربين، واستبدال الحاويات باخرى بلاستيكية صديقة للبيئة وتركيب 100 حاوية نموذجية وغيرها الكثير الكثير لا يتسع المجال لذكرها.
وعلى الصعيد الرياضي عملت المدينة على التعاون مع اكاديميات رياضية وخلق فرص عمل لهم بعدة رياضات وتدريب اكثر 1000 شخص على رياضة السباحة وتأهيل خمسة من موظفي النادي وحصولهم على شهادة منقذ معتمد وادخال رياضات للمدينة مثل جوجوستو وكراتيه واستضافة بطولات الدرجة الثانية والثالثة والاولى لكرة الطائرة واقامة مسابقة سباحة على مستوى المحافظات، وانشاء ملعب لكرة الطاولة.
قد يقول قائل هل من المعقول ان كل هذه الانجازات تمت خلال اقل من عامين، وبظل جائحة كورونا ولكن هذا هو الواقع ونتيجة الادارة الحصيفة المخلصة والتناغم بين مختلف الاطراف وزارة الشباب وادارة المدينة ومجلس ادارة نادي المدينة ومجلسها الاستشاري ومؤسسات الحكم المحلي وابناء المجتمع المحلي التي تكاتفت لتخرج بهذا المشروع الشبابي التنموي والذي حظي بزيارة رئيس الوزراء مؤخرا وكانت محط ثناء وتقدير.