مصطفى الشبول
وأخيراً قرر مفلح أن يترشح للبلدية،( ولن نخوض بسيرة مفلح الذاتية ولا بالشهادات التي يحملها ولا حتى بعمله السابق )ومن باب التعرف على البلدية وإدارتها وبعد أن طرح نفسه للترشح لأبناء عشيرته وأخذ الموافقة منهم والإجماع ، قام مفلح بزيارة أحد رؤساء البلدية السابقين والذي كان يُعرف بنزاهته وصدقه بالعمل ، فطلب مفلح النصيحة منه، فقال له الرئيس السابق : إذا حالفك الحظ ووصلت إلى كرسي البلدية فضع بين عينك مخافة الله ، وابدأ بإصلاح البيت الداخلي ، أي إصلاح البلدية وموظفيها من الداخل فإذا نجحت بذلك فقد نجحت بكل شيء لأن النجاح الخارجي يعتمد على الضبط الداخلي ، فمثلاً دعك من الثلة القليلة من الموظفين التي تلتف حول كل رئيس جديد بالمديح ومسح الجوخ ، ولا تسمع منهم ولا تدعهم يسيطرون عليك ، ولا تحاول أن يكون لك جماعة مقربة ممن يسمون بجماعة الرئيس أو شلة الرئيس، وقف من الجميع على مسافة واحدة ، لأن بداية انهيار كل رئيس وفشله تبدأ من تلك الجماعة ، ولا تحاول أن تظلم أحد، وتفقد كشوفات العمل الإضافي والمكافئات التي تُقدم إليك في كل شهر وركّز في الأسماء التي تتكرر بالكشف وهم لا ينجزون حتى عملهم المطلوب منهم … ولا تدع حب النفس والكِبر والكرسي يسيطر عليك ولا تسمع ممن يقول لك بأنك عمدة البلد وقائدها وتعامل بأنك خادم لها وأمين على أموالها ، ولا تنساق لمن يحب المال فمنهم من ينصحك بإكثار عدد جلسات المجلس البلدي ليزيد غلته وحصته خاصة من بعض الأعضاء … بعدها انطلق لخدمة الناس ولا تُفَرّق في الخدمات بين من صَوّت لك ومن لم يعطيك صوته … ثم أنهى رئيس البلدية السابق كلامه بقول: لا تجعل التصوير والنشر على مواقع التواصل كل همك ودع الواقع يتكلم….
مفلح وصل على بيته ودعا أبناء عشيرته بنفس اليوم وأعلن انسحابه عن الترشح للبلدية، وحلف مليون يمين أمامهم انه ما ينزل للبلدية لا رئيس ولا عضو ولا حتى يفكر فيها …وقال : يا عمي هاي أمانه وحمل ثقيل..
وصدق من قال : (من سلّم أمره لله ، أغناه بغير سبب ، وأعزه بغير عشيرة ، وشرّفه بغير منصب ، وآنسه بغير صاحب)…