بعد الدراسة تبين بأن أكثر الأعمار معاناة وصعوبة في كل شيء هي المرحلة ما بين عمر الثانية عشرة وحتى السادسة عشرة تقريباً ، فهذه المرحلة من العمر تُسبب متاعب لصاحبها وللأهالي في نفس الوقت ، حتى أنهم يطلقوا عليها اسم العمر المحَيّر لعدم احتسابهم لا مع الصغار ولا مع الكبار … فمثلاً عند شراء الأواعي والملابس تجد صعوبة في اختيار لباس بالتمام أو على المقاس بالضبط فيكون بنطلون طوله مناسب لكن خصره واسع أو العكس ، بلوزه مناسبة للجسم بس الردن قصير، وإذا ما أعجبه طقم معين تجد منه رجّالي ( كبير عليه ) و ولّادي ( صغير عليه) وهذا ما يطلق عليه التجار بالمقاس المحَيّر … أما في المسجد فإذا ما أراد ( ابن العمر المحَيّر) أن يقف في الصف الأول يُرجعه الإمام أو المصليين إلى الصف الثاني حتى لا يعمل عدم توازن بالصف ( على قولهم) ….. وكذا في العزائم والولائم الكبيرة تجده يتجنب أن يقف و يصف على المناسف مع الزلم (خوف أن ينكحش) ويستحي أن يأكل مع الصغار ( لأنه شواربه خاطه)… ولمن يذكر الأعراس القديمة كانت الفاردة دائماً يكون فيها باص للرجال ( الزلم) كنوع من إعطاء الاحترام لأهل العروس يعني شبه جاهه، فهذا ( ابن العمر المحَيّر) يكون غير مقبول بباص الزلم بحجة انه صغير وغير مقبول بباص النسوان لأنه كبير والنسوان والبنات بتستحي منه ، أما عند الحلاق فمرة يحاسبه الحلاق بالسعر الرجالي ومرة يحاسب بسعر الأطفال حسب نظرة وتقدير الحلاق له ( أو يعتمد على كبر الرأس) … أما بالنسبة للألعاب الشعبة وألعاب الحارات فإذا ما رآه احد رجال الحارة يلعب مع الصغار يطرده مع بهدله : شو ملعبك مع الصغار ما أنت زلمه وطولك مترين ، وإذا بده يروح يمشي مع الشباب للكبار بكحشوه … هذا الحكي كان زمان أما اليوم معظم مصايب ومشاكل الأهالي من هذا العمر (العمر المحَيّر) والله ما تركوا دور لا للصغار ولا للكبار ، أول شغله بتلاقي المعظم بشرب دخان وارجيلة قدام أبوه وأمه وبنص الشارع ولابس شرت لفوق الركبة ، ومشروبه المفضل شراب الطاقة (اللي بالأصل ممنوع يشربه) ، ويا ويل إذا حدا بحكي معاه بخافوا على شعوره أو يعمل بحاله شيء ، أما بديوان وقعدات الزلم بعَرّض حاله لكل سولافه وبقاطع الكبير والصغير وبعمل حاله فهمان بكل شيء، وانه هو الصح … عدا عن أخذ السيارة من أبوه بحجة خدمة الدار وتعال شوف ( التشحيط والتعفيط والتخميس ) ولما تحكي لأبوه من باب النصيحة بقلك : خليه يا زلمه ينبسط (شباب بدها تجخ)… فمعظم من عنده من هذا الجيل (العمر المحَيّر) يعاني منهم ومن طباعهم وتصرفاتهم ، ويتمنى أن تكون المشكلة والمعاناة معهم فقط مشكلة مقاس بنطلون أو قميص .