ضيف الله قبيلات
من كلام عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
بقلم – ضيف الله قبيلات
كتب ابن قيم الجوزية في ” الفوائد ” يقول : قال عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، حبذا المكروهان : الموت و الفقر ، و أيم الله ان هو إلا الغنى و الفقر و ما ابالي بأيها بُليت ، و اني لارجو الله في كل واحد منهما ، فإن كان الغنى فإنّ فيه للعطف ، و إن كان الفقر فإنّ فيه للصبر .
ايها الناس : انكم في ممر الليل و النهار في آجال منقوصة و اعمال محفوظة و الموت يأتي بغتة ، من زرع خيرا فيوشك ان يحصد رغبة ومن زرع شرا فيوشك ان يحصد ندامة و لكل زارع مثلما زرع ، لا يسبق بطيء بحظه ولا يدرك حريص ما لم يُقدر له ، من اُعطي خيرا فالله اعطاه ومن وُقي شرا فالله وقاه .
المتقون سادة و الفقهاء قادة و مجالستهم زيادة و أفضل الكلام كلام الله و أفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة فلا يطولنّ عليكم الامد ولا يلهينكم الآمل فإنّ كل ما هو آت قريب ، الا وإن الشقي من شقي في بطن امه و ان السعيد من وُعِظ بغيره .
الا وإن قتال المسلم كفر و سبابه فسوق ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام حتى يسلم عليه إذ لقيه و يجيبه إذا دعاه و يعوده إذا مرض ، الا وإن شر الروايا روايا الكذب الا و إن الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار و الصدق يهدي إلى البر و البر يهدي إلى الجنة و إن محمد صلى الله عليه وسلم حدثنا ان الرجل ليصدق حتى يُكتب عند الله صدّيقا و يكذب حتى يُكتب عند الله كذابا .
ان أصدق الحديث كتاب الله و أوثق العُرى كلمة التقوى و خير الملل ملة إبراهيم و أحسن السنن سنة محمد صلى الله عليه وسلم و خير الهدي هدي الانبياء و اشرف الحديث ذكر الله و خير القَصص القرآن وما قل و كفى خير مما كثر و الهى ، و نفس تنجيها خير من امارة لا تحصيها ، و شر المعذرة حين يحضر الموت و شر الندامة ندامة يوم القيامة و خير الغنى غنى النفس و خير الزاد التقوى و خير ما القي في القلب اليقين و شر العمى عمى القلب و الخمر جماع الاثم و النساء حبائل الشيطان .
وإن من الناس من لا يأتي الجمعة إلا دبرا ولا يذكر الله إلا هجرا ، ومن يعفُ يعفُ الله عنه ومن يكظم الغيظ يأجره الله ومن يغفر يُغفر له ومن يصبر على الرزية يُعقبه الله و شر المكاسب كسب الربا و شر المأكل مال اليتيم و ملاك العمل خواتمه و أشرف الموت الشهادة و من يستكبر يضعه الله ومن تطاول تعظما حطه الله ومن تواضع تخشعا رفعه الله .
إن الناس قد أحسنوا القول فمن وافق قوله فعله فذاك الذي أصاب حظه و من خالف قوله فعله فذاك انما يوبخ نفسه .
ما دمتَ في صلاه فانت تقرع باب الملك ومن يقرع باب الملك يُفتح له و كونوا ينابيع العلم ،مصابيح الهدى ، أحلاس البيوت ، سُرج الليل ، جُدد القلوب ، خلقان الثياب ، تعرفون في السماء و تخفون على أهل الارض ، و إن الرجل ليخرج من بيته ومعه دينه فيرجع وما معه منه شيء .. إذ يأتي الرجلَ ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ، فيقسم له بالله انك لذيت و ذيت ” يمدحه” فيرجع وما حبى من حاجته بشيء و يسخط الله عليه .
لا يكن أحدكم إمّعة ، يقول أنا مع الناس ان اهتدوا اهتديت و ان ضلوا ضللت ، ألا ليوطّن أحدكم نفسه على انه إن كفر الناس لا يكفر .