مصطفى الشبول
عندما أراد الغرب وعلى رأسهم أمريكا محاربة الإرهاب ومطاردته وملاحقته في كل مكان بعد أحداث تفجير أبراج التجارة (مع أنهم منبع الإرهاب، و هم من صَدّرَه للعالم) و حتى يكون ذريعة لهم للدخول إلى أي بلد كان… بحجة تطهير الأرض من الإرهاب والإرهابيين من أجل السيطرة…. حيث خرجوا بشعار من يقف بجانبنا فهو معنا وحليفنا ضد الإرهاب، ومن لا يقف معنا ولا يساندنا فهو شريك و داعم للإرهاب، وكل هذه الشعارات كانت عبارة عن ضحك على اللحى والذقون لأن الأيام كشفت كل ما هو مستور …
ليس هذا موضوعنا ولكن أردنا أن نصل إلى الشعار الذي خرجوا فيه والذي أتّبعه بعض المرشحين للانتخابات النيابية والبلدية وهو :إن لم تكن معنا وبصفنا فأنت عدونا حتى لو كنت محايداً ولم تخرج للتصويت أو حتى لم تسجل في جداول الناخبين …وهذا الشعار يحمله الزمرة المقربة من المرشح … فمن النهفات الانتخابية التي يرويها احد الشباب حيث يقول : لي صديق مقرّب لأحد المرشحين وكان أحد قادة الحملة الانتخابية له ، وكان متواجد على أبواب المدارس و مواقع الاقتراع يوم التصويت ، لكن شاءت الأقدار أن أكون أنا مع مرشح آخر من نفس البلد ، يعني أصدقاء وأصحاب بكل شيء إلا بالانتخابات كنا مختلفين كلٌ له وجهة نظر ورأي ومرشح مقتنع به … وكلما مشى الوقت يزداد الأمر حدة وخوف، ومع إغلاق الصناديق وانتهاء الاقتراع ، حان وقت صلاة العشاء ، يقول الشاب ذهبت إلى المسجد وكان وقوفي بالصلاة بجانب صاحبي قائد الحملة الانتخابية لمرشحه ، وقرأ الإمام الفاتحة وسورة الكافرون (قل يا أيها الكافرون) وبعد الانتهاء من الصلاة وبعد السلام قال لي صاحبي (ممازحاً ومن باب الدعابة) : لما قرأ الأمام (قل يا أيها الكافرون ) كنت بدي ألكزك (يعني أحرك يدك) ، لأنك مش معنا بالانتخابات ، فقلت له : شو صايرين مثل أمريكا اللي مش معك بكون إرهابي ، طبعاً بعدها تم التصافح والضحك والخروج معاً بكل محبة وود…
فنقول للمرشحين ولقادة حملاتهم الانتخابية ما في داعي تضغطوا على حالكوا أكثر من اللازم ، وتعطوا الأمور أكبر من حجمها وتحاولوا إقناع الناس بالمرشح الفلاني والمرشح العلاني وتعادوا وتحاربوا الناس من أجل التصويت والانتخاب… فاتركوا لهم الأمر في اختيار مرشحيهم ، ولا تقفوا موقف العداء ممن يصارحكم بعدم خروجه للتصويت أو وقوفه مع مرشح آخر … فعندما تنتهي المصالح يصبح الحلو مالح .