سميح المعايطة
في قمهة بيروت الاقتصادية التي انعقدت قبل أسابيع كان الحديث عن عودة سوريا للجامعة العربية احد اهم المؤثرات على القمة والرغبة في نجاحها لدى بعض الأطراف ،ومازال هذا الأمر مطروحا بقوة في اهم اللقاءات بما فيها اجتماع وزراء خارجية دول خليجية والأردن ومصر في البحر الميت ، لكن الطرح في هذه المرحلة ليس بين مؤيد ومعارض كما كان قرار إخراجها قبل سنوات بل بين مؤيد ومتردد.
عندما كان إخراج سوريا من الجامعة العربية كان المؤيدون يعتقدون أن سقوط النظام السوري يحتاج أشهرا قليلة ،وكانوا يمارسون تحضيرا للبديل ،لكن الواقع الميداني اليوم يقول ان العودة أمر قادم وأن التأجيل لن يترك أثرا على النظام السوري ،فقد ثبت اقدامه وغيابه عن الجامعة العربية لن يسبب له اي خساره .
لكن المترددين من العرب لا يريدون أن يكون القرار ورقة بيد نظام الأسد للتشفي السياسي والشخصي بهم لفشل إسقاطه ،ولا يريدون لأي قمة عربية قادمة ان تكون منبرا للنظام السوري للتفاخر بالنصر وهزيمة خصومه من اعضاء الجامعة ،ولا يريدون أيضا أن تكون عودة سوريا جزءا من احتفالات إيران وهي الحليف المهم لسوريا بأنها امتلكت ساحه نفوذ جديدة وحققت انتصارا على خصومها .
وربما تكون واشنطن تريد من قرار عودة سوريا إلى الجامعه جزءا من عملية إخراج إيران من سوريا ،وهي رغبة امريكية لا تملك الوسائل الناجعة حتى الآن .
وعلى الجانب الآخر هنالك من يعتقد من العرب ان عودة سوريا إلى إطارها العربي واعادة العلاقات معها يشكل اضعافا النفوذ الإيراني في سوريا ،وأن الابتعاد عن سوريا يتركها لإيران دون منافسة ،تماما مثلما كان الخلاف حول الاقتراب من العراق قبل سنوات .
وربما يكون لدى سوريا وحلفاءها تيارات لا تريد عوده سوريا إلى الجامعة ولا تريد أن يعود العرب او بعضهم قريبين منها أو على الأقل البدء. باذابة الجليد بين سوريا وبعض العرب .
سوريا تلقت دعوة من البرلمان الأردني لحضور اجتماع الاتحاد البرلماني العربي ،وهي مازالت تدرس الرد ،ربما لأنها تريد من الغياب ان تمارس ضغوطا على العرب بأن المطلوب العودة الكاملة وليس الجزئية،لكن رغم كل هذه التباينات لدى سوريا والعرب فإن العودة أصبحت جزءا من استحقاقات الواقع تماما مثلما كان إخراج سوريا جزءا من محاولات لإسقاط النظام وتوقعات خذلت أصحابها في حينه .