بلال أبو الهدى
فالرؤيا بالألف هي: المنامية وقد تكون بصرية كما في هذه الآية (وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاس (الإسراء: 60))، والرؤية بالتاء هي: البصرية وقد تكون منامية. الحلم هو الرؤيا إذا كان من الله وخيراً، لكن يطلق عليها الحلم إذا ما كانت شراً ومن فعل الشيطان. لما تقدم فيخطر على بال الكثير من الناس سؤالاّ وهو: هل يحلم الإنسان بعقله فقط أم بعقله-العقل الباطني وروحه؟. والجواب على هذا السؤال العقلاني والمنطقي جداً هو: كما علمنا أن الله عندما ننام وهي الموتة الصغرى يأخذ روحنا، لا نعلم إلى أين، وإن تبقى لنا عُمُرٌ يعيدها لنا لِتُبَثُ فينا الحياة مرة ثانية وننهض ونقوم ونعمل ونكد … الخ وإن لم يتبقى لنا عُمُرٌ لا يعيد لنا روحنا وبذلك تكون الموتة الكبرى وهي الوفاة. ولهذا فإن الحلم أو الرؤيا تتم بالعقل والعقل الباطني فقط وليس بالعقل والعقل الباطني والروح معاً. ولهذا خلقنا الله ثلاثيي الأبعاد وعندنا تخيلات وتصورات وذاكرة لا يمكن إحصاء سعتها … الخ، والا لم نستطع أن نحلم. وكيف يحلم الإنسان وهو في سريره أو فرشته وفي غرفة نومه وكم حجم هذه الغرفة مقارنة بما حلمه أنه طلع بطائرة كبيرة جداً أو بباخرة ضخمة جداً أو حضر إجتماع كبير فيه آلاف من الحضور في ملعب لكرة القدم أو في مدرج روماني كبير … الخ وهو في سريره أو فرشته وفي غرفة نومه؟!. وهل الرؤيا حق؟! ويمكن تأويلها؟، نقول: نعم، والدليل على ذلك الآيات الكريمة التالية (وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ، قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلامِ بِعَالِمِينَ، وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ، يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ، قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تَأْكُلُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّا تُحْصِنُونَ، ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ (يوسف: 43-49)).