اسعد العزوني
في العالمين العربي والإسلامي
إستنادا إلى كافة الوقائع والملفات السياسية في المنطقة ،بدءا من إكتشاف بريطانيا للنفط في الخليج عام 1905،وعقد رئيس وزرائها آنذاك السير كامبل بنرمن ، ووثيقته السرية المعروفة بوثيقة كامبل السرية الصادرة عن مؤتمرلندن عام 1907،وتقضي بالهيمنة على المنطقة برمتها وزرع كيان غريب فيها،ونحن نلمس أن آل سعود ممثلين في تلك الأيام بالملك عبد العزيز- الذي تنازل في وثيقة خطية عن فلسطين والقدس للصهاينة ،مقابل تمكينه من حكم الجزيرة والتخلص من حكامها الشرعيين أمثال الهاشميين سدنة الكعبة المشرفة والأمناء عليها،وآل شمر والحويطات وآل رشيد،وقد أوفت بريطانيا بوعدها له وأنهت مملكة الحجاز الهاشمية عام 1916،بعد أن غضب عبد العزيز ،وقال لهم :ماذا تريدون مني أكثر من ذلك ،فقد أعطيت فلسطين لليهود،ولا داعي لوجود الهاشميين منافسين لي في الحجاز- أصبحوا وكلاء للصهاينة في العالمين العربي والإسلامي.
لا نكتب تحليلا سياسيا يحتمل الصواب والخطأ ،بل نسرد معلومات وشواهد تاريخية،إذ أن آل سعود ضبطوا إيقاع المنطقة حسب الترانيم الصهيونية في فلسطين،وأوعزوا إلى صنيعتهم أحمد الشقيري الذي كان مندوبهم في الأمم المتحدة ،أن يشاكس الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر عدوهم اللدود،الذي ضغط الملك فيصل على الرئيس الأمريكي الأسبق جونسون كي يدمر عبد الناصر في حرب عام 1967 وقال له في رسالته :”إنه عدوكم وعدونا”،وقد نجح الشقيري في مسعاه في قمة القاهرة 1964 وأجبر عبد الناصر على الموافقة على تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لحاجة في نفس آل سعود.
بعد تأسيس منظمة التحرير إنبثقت حركة فتح ليل الفاتح من يناير 1965 ،ومارست الكفاح المسلح ضد الصهاينة ،وكانت باكورة عملياتها نفق عيلبون الذي يمثل سرقة مستدمرة الخزر في فلسطين لمياه نهر الأردن وتحويلها إلى صحراء النقب،ولم يكن عبثا أن تكون أول علمية لفتح دفاعا عن الأردن ومصالحه،وقد تمكن آل سعود من الإتصال بحركة فتح وتقديم الدعم المادي لها في البداية ،كي تتحكم في قراراتها من خلال الهيمنة على صناع القرار في المنظمة وهكذا كان،إذ إرتهنت القيادة الفلسطينية للخنزرة السعودية التي أنهت كل شيء لصالح الصهاينة.
نجح آل سعود من خلال مؤامرتهم القذرة مع الخبيث الصهيوني وزير خارجية أمريكا الأسبق “العزيز”هنري كيسنجر”،والرئيس المقبور السادات ،في إفتعال حرب تشرين 1973 وتوجيهها باتجاه الهدف السعو-صهيوني،وتمكن السادات من تحويل النصر المصري المؤزر إلى هزيمة عربية نكراء ،أفضت به إلى توقيع معاهدة كامب ديفيد أواخر سبعينيات القرن المنصرم ،بدفع من آل سعود،لشق الصف العربي وسلخ مصر عن الأمة،إستعدادا للمرحلة المقبلة ،وهي قيام آل سعود بتوريط العراق مع إيران في حرب ضروس إستمرت ثماني سنوات ،ومن ثم توريط الكويت مع العراق تحقيقا للأهداف السعودية ،فكان أن تم شطب العراق من المشهد ،وخلا الجو لآل سعود أن يغردوا بالبوق الصهيوني،فجاءت مبادرة الملك فهد 1982،ومباردة السلام العربية 2002،وصفقة القرن الحالية .
لا أحد ينكر أن صفقة القرن هي مؤامرة بشعة جاءت امتدادا لمبادرةالسلام العربية ،التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ،وكتبها له الكاتب اليهودي الأمريكي توماس فريدمان،لكن شارون رفضها آنذاك،وكانت تنص على فتح كافة الفضاءات العربية والإسلامية أمام إسرائيل ،تماما كما هو الحال بالنسبة لصفقة القرن التي بدأ ولي العهد السعودي في تنفيذها بدعم من المقاول ترمب،وقد مارس بن سلمان ضغوطا كبيرة على كل من البحرين والسودان للتطبيع مع الصهاينة ونسق بطبيعة الحال مع الإمارات،وها هي المعلومات تتدفق حول ضغوط سعودية على العراق ولبنان والباكستان وتونس والمغرب للتطبيع مع إسرائيل ،ولا نكشف سرا أن التصعيد الحالي بين المغرب وجبهة البوليزاريو يهدف إلى الضغط على المغرب للموافقة على التطبيع العلني،وكان بن سعود قد أبلغ الجزائر بضمان تصريح من ترمب أن الصحراء المتنازع عليها مع المغرب جزائرية مقابل التطبيع لكن الأخوة في الجزائر لم يوافقوا.
الضغوط السعودية تنصب هذه الأيام على الباكستان كي تنصاع للتطبيع ،ولا بد من وجود ضغوط أخرى على اندونيسيا مقابل دعم سعودي مادي،حتى تطبع الدول العربية والإسلامية ويجد بن سلمان الفرصة مناسبة لإعلان التطبيع بدون ردة فعل من شعبه،وها هو ينسق مع ترمب والنتن ياهو لشن عدوان على إيران لإضعافها حتى لا تعترض على التطبيع السعودي،ولا ننسى بطبيعة الحال حصاره لدولة قطر لإضعافها وتهميشها كونها تدعم المقاومة الفلسطينية في غزة.
ولي العهد السعودي يهدف من وراء صفقة القرن إلى شطب ملف القضية الفلسطينية لصالح الصهاينة ،وإضعاف الأردن الرسمي”الهاشميون”وتهميشهم من خلال الضغط على جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين للتنازل له عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،لتسهيل تسريبها إلى الصهاينة من تهويد القدس بالكامل،ولا ننسى أيضا أن بن سلمان يعادي تركيا حتى يضعفها ،ليبقى المجال فسيحا للسعودية كي تلعب بالقضايا العربية والإسلامية وفق المخطط الصهيوني.
مجمل القول نستطيع إسناد كل المصائب التي شهدها العالمين العربي والإسلامي ،كان بسبب أن آل سعود الذين تحالفوا من اليهودي التركي محمد عبد الوهاب ،نصبوا أنفسهم وكلاء للصهاينة ،ولذلك فإننا نأمل أن تعود العافية السياسية والإقتصادية للعالمين العربي والإسلامي ،بعد زوال آل سعود الذي بات قريبا بحول الله وقوته ولا راد لقضائه،وسيكون زوالهم مقدمة لزوال مستدمر إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية.