مصطفى الشبول
أبو الدخان
قبل أيام قرأت لأحد الأصدقاء الشباب مقولة وتغريدة تحكي بأن الناس تتهم بعض الشباب وبالتحديد جيل التسعين بأنهم جيل هامل وغير مكترث واتكالي،وهذا الشاب يدافع ويبرر بأن هذا الجيل ولد بأصعب الظروف الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية…
نقول لهذا الشاب بأن الأجيال السابقة مرت بظروف أقسى من ظروفكم ،وأحوال أتعس من أحوالكم ومع هذا لم يتجاوزوا الخطوط الحمراء في الانحراف بكل جوانبه …فمثلاً في السابق كان الشاب (المبتلى بالتدخين) إذا ما أراد أن يدخن سيجارة يذهب إلى شعاب البلدة وسهولها البعيدة (من باب الاحترام والتقدير وشيء من الخوف).. ويبقى يلتفت يمين وشمال ومرة للخلف ويراقب إذا ما جاء أحد يراه على هذا الحال…وبعد الانتهاء من التدخين يأكل الزعتر والنعناع ويمسح أصابعه بالزعتر مكان السيجارة حتى لا يكتشف أمره ..والمشكلة لما حدا يعرف انه بشرب الدخان بفضحه بالبلد، ويطلق عليه لقب أبو الدخان …وكل ما يمر من عند حدا (ختيارية أو نسوان ) بقولوا : هذا أبو الدخان ..وغير زفة أولاد الحارة والأغاني عليه (أبو الدخان ،أبو الدخان)…
أما هذه الأجيال (البعض منها وليس الكل) والتي يدافع عنها ذاك الشاب، فحدث ولا حرج،فيشرب الدخان والارجلية أمام والديه ولا يأخذ لهما أي اعتبار ،وليت الأمور تقف هنا ،فمن أراد أن يتنور أكثر فليذهب إلى شرق البلدة (شارع الصايدين الشرقي ، وبالقرب من المدرسة الجديدة) ولينظر بأم عينيه إلى مخلفات جلسات الشباب ، فكلها علب وزجاجات من المشروبات المسكرة بكافة أنواعها ، بالإضافة إلى بعض التصرفات الغريبة مثل التشحيط بالسيارات (وعمل خمسات) ..فأصبح شيء عادي ومألوف أن ترى شاب حتى في الأسواق وبين الناس متعاطي للحبوب والجوكر و (مزهزه)، ولا يؤخذ له بال.
فمن أجمل النصائح التي قرأتها هي نصيحة قدمها رئيس جامعة الخرطوم للآباء في مؤتمر التعليم حيث قال:لو كان معكم أموالاً استثمروها في أولادكم،وإياكم في الاستثمار لهم،أصرفوا كل النقود الزائدة عليهم ،فأدخلوهم أحسن المدارس وأحسن الجامعات ،وعلموهم أحسن تعليم ،علموهم أكثر من لغة، أفهموهم أن النجاح في الحياة يمكن أن يكون في موهبة، ومن أجل ذلك اكتشفوا مواهب أولادكم ونمّوها عندهم ..كرّسوا نقودكم ومجهودكم في بناء أنفسهم والاستثمار في شخصهم ،ابني ابنك ولا تبني له ، وأستثمر فيه ولا تستثمر له … فالميراث الحقيقي لأولادكم ليس المال أو البيت أو الأرض ، بل هو أولادكم أنفسهم عبر التعليم …وأنا أقول لا تنسوا أن تجتهدوا على تهذيبهم والتركيز على أخلاقهم.. فعلينا أن لا نتهاون مع هؤلاء المروجين و المتعاطين للمخدرات والحشيش حتى لو كانوا من أقرب الناس لنا فهي آفة خطيرة مثل النار تأكل الأخضر واليابس….. مسكين أبو الدخان زمان ،كنا بس نتشاطر عليه ونفضحه..
2 تعليقات
ابو هشام
كلام بقمة الروعة
ابو هشام
كلام بقمة الروعة