فارس الحباشنة
عبارة كتبها مواطن على الفيسبوك « في الاردن مواطنين عطشى ومواطنين مرتوين مياه « .. مظلمة اردنية جديدة ، ولكنه الواقع الان . حروب يومية وتصارع من اجل تنك مياه ودور مياه ، وواقع ومستقبل الاردنيين الموبوء يطفو على السطح لتخطف ازمة المياه الاضواء ..و بعيدا عن ازمة في عدالة توزيع المياه , الاعتداء على خطوط المياه ، والنعيم الوافر لضواحي ومنتجعات الاثرياء والحياة الفاخرة .
ليست مبالغة ، يخرج مواطن كركي .. يصرخ بدنا ماء للشرب والغسيل والحمام . وكم طوشة وهوشسة ومشاجرة وقعت دون الاعلان عنها رسميا ، والسبب نزاع وخلاف على تنك مياه وتوزيع دور مياه ، وحروب ثا?ر ومعارك لعنف مجتمعي بين مواطنين في الكرك والطفيلة والمفرق والسبب شح وفقر وانقاع المياه .
الحكام الاداريين يتدخلون وينهون الخلافات ويطوونها بحكمة ودراية . ولكن ذلك لا يرجع الماء الى قامة الامان والوفر , والمعارك اليومية على الماء وان غابت اخبارها الا انها قد تشتعل في اي لحظة دون سابق انذار .
شبح العطش يطل على الكرك ومدن الجنوب . والحكومة ترتوي من دعاوي الناس المظلومة والمقهورة . وفي ظل تهديد العطش يتحول تنك المياه الى كنز وثروة ، والعطش في الجنوب ينتشر كالوباء ، وبل هو الوباء الحقيقي .
و ينتقل العطش بين قرى الجنوب من الكرك الى الطفيلة ومعان ، وخطوط نقل المياه الرئيسية في الاردن تمر من الجنوب الى عمان ، خط الديسي وخط مياه اللجون .والناس عطشى و يعيشون بالقرب من خطوط نقل المياه .
في الكرك خرجت تظاهرات عطش . وراجت تجارة تنكات المياه وخزانات و براميل البلاستيك وكغيرها من المناطق المحرومة من رحمة الحكومة . قرى تشرب من مياه ملوثة ، ولا ابار المياه التي تجتمع بها مياه الامطار لمات الناس من العطش.
الناس خائفون ويموتون من العطش ، وعاجزون عن شراء تنكات مياه ب30 و40 دينارا . وتجارة المياه تحولت لسوق سوداء ، ومحتكرون ومتلاعبون بازمات الناس يستفيدون من جفاف حنافيات ومواسير الحكومة .
ضحايا ازمة المياه يموتوا من العطش .. ويموتون من الجوع ، ويموتون من الفاقة ، ويموتون من اوجاع الصبر والانتظار . ويخوصون معارك يومية للحفاظ على اوليات الحياة العادية . واصبحنا نشاهد طوابير للخبز وطوابير للمياه .
و في عمان ، الناس مقسومين : شرقي وغربي .. مناطق تصلها المياه يوميا ، ومناطق محرومة . المقتدر يشتري مياه تنكات وفلاتر و ، والفقير والهامشي يموتون من العطش .
ما عندي مياه في الدار ، عبارة قالها مواطن اضطر انه يخرج من منزله ويعبئ قلانات بلاستيك ويحملها على ظهر حمار ويعود بها الى بيته المتواضع في ماركا . ويقول بكفي نشرب مياه ، وما بدنا نؤكل فليس مهما .
طبقة مستورة فضحتها ازمة المياه . وتسمع في اخبار اسرار الطبقة المخملية عن «ميني ملاعب جولف « وبرك سباحة في قصور فارهة . تجاور مثير لاخبار العطش والجولف وبرك السباحة .
فما يصرف من ماء على «دونم جولف» يكفي لشرب محافظة باكملها . ولو ان الطبقة اللطيفة والمخملية تقيم حياتها الغاخرة خارج حدود عمان ، ولا ينافسوا المواطنين العاديين على حصص ضخ المياه ، ويستهلكونها على الرفاهية والنعيم الزائد .
من قبل ازمة المياه الاخيرة ، فان نصيب الفرد من المياه شحيح في بلد تعيش بازمة مياه ، وتصنف في ذيل قوائم الدول الاشد فقرا في العالم . حياة الناس في خطر ، والخطر ابعد من كورونا وتوابعها ، وهذه حقيقة تكبر في الاردن ، وتلامسها كل يوم .
خطر شح المياه وعدالة توزيعها لا يشغل بال الحكومة . واكثر ما تنشغل الحكومة بانتظار وصول كورونا الهندي المتحول . ويبدو ان المطبخ الرسمي لا يسمع لهمس وتذمر وشكوى الناس من ازمة المياه . واذا ما استمر الحال والوضع على هذا الحال والعطش ايضا ، فلا تستبعد ان تعم البلاد احتجاجات العطشى .