الدكتور محمد القرعان
أسوأ ما تتعامل معهم هم ذوي العقول الفقيرة، بحيث يشككون بكل القدرات والأفكار ، ويسعون بخراب كل منجز وتدمير كل أمل وببرود وما أكثرهم الان ، ويمتازون بوجودهم بكل مكان، ولهم القدرة على التموضع والتأثير السلبي بكل شىء، قد يبعث الأمل في النفوس ويسهم في رفع المعنويات، وهم من ينطلقون من فشلهم والحاقدين بتجاربهم الشخصية التنفعية ، فإذ ما اصطدموا بالواقع، يهمون بالاساءة والقدح والذم، وميزتهَم أيضا بانهم لا يفرقون بين وطن ومصلحة بلد فكل شيء أمامهم ويعينهم منافعهم الشخصية، يسىيئون الظن بكل فكرة ويعتبر نها او يسوقونها للناس على أنها فخ ! وان اعطيتهم فرصة لأي مشروع او مبادرة يشككون انه ليس مشروع حقيقى و لن يدر عائد كبيرا، والمشروع قد يكون فرصة لعمل ريادي او فكري او تطوعي او مادي والعائد قد يكون أيضا عائدا معنويا وماديا مهما، وإن قلت لهم جربوا شيء جديد سيقولون ليس لديهم خبرة او إنها صعبه، وليس لديهم وقت و إنها هرمية ووهمية.
في الواقع هم يفكرون أكثر من تفكير بروفسور وعالم، وينتجون لأنفسهم أقل من شخص لا يسمع ولا يرى ، فقط إسألهم، ما اذا بإستطاعتكم فعل شيء جديد ومختلف غداً لتحسين وضعكم او تحسين الوضع العام سيجيبون لا نعلم لا نقدر.
ذوي العقول الفقيرة يفشلون بسبب شيء واحد، لأن حياتهم عبارة عن انتظار وعبارة عن فشل وهي حياة دون محطة او قطار ، وتخلو من اي عمل وأمل، بل همهم يعيثوا في الأرض فسادا ويأتون على الأخضر واليابس، ولا يحرمون بين ما هو حلال وما هو باطل ، وهم من ينتظرون مائدة من السماء، ويوقنون بقرارة أنفسهم ان زمن ألموائد انتهى ، و لكن لا يخوضون في أي تجربة طوال حياتهم ، يعيشون زمن عالم ضبابي، ويتحصنون في كهف مظلم كخفافيش الظلام ، وان عملية مواجهة مثل هؤلاء الفئة القلة القليلة، دحضهم بالبينة، وتقزيمهم بالمضي نحو الإنجاز.