سعيد الصالحي
بعد أن أعلنت اليوم الثالث من آيار يوما للفرح العالمي، راهنني بعض الأصدقاء أن هذا العيد لن يدوم لأكثر من ثلاثة أيام وسأعود مجددا للعبوس والاكتئاب والتذمر، وبالفعل بعد هذا الاعلان بدأت الحياة تمارس ألاعيبها معي وتضغط علي كأني باعلاني عن يوم الفرح قد نلت من كرامتها وتجاوزت حدودي الافتراضية وازعجت سعادتها.
ورغم كل ذلك لم استسلم لها فبدأت تهاجمني بنوبات من الصداع النصفي، فكنت أجاكرها وأرى الدنيا من عيني التي توجد في النصف الآخر، وكلما اشتدت نوبة الصداع كانت الابتسامة ترتسم داخل قلبي وتعجز شفتاي عن رسمها، فالفرح في هذه الدنيا كالبترول في الأردن نسمع عنه ولا نراه، ولكننا عاهدت من أحب أن التزم بميثاق الفرح وأقسمت بشرفي أن لا أغرق في الهموم وألا أرسل أي خطابات من تحت الماء.
الفرح ليس ضحكات وابتسامات وقهقات، الفرح محبة وثقة وشجاع وتصالح مع الذات ورضا وقناعة والنهوض بعد السقوط والثبات عند الترنح، الفرح أن تكون انسانا ما زال يستشعر انه يستحق هذه الصفة.
فلنواصل افراحنا يا أصدقاء فما زال لدينا انسانيتنا فلماذا نهجرها لنلهث خوفا ممن يشبهوننا ولا يحملون صفاتنا؟
نعم يشبهوننا ولن يحملوا صفاتنا أبدا، باختصار الفرح حياة.