فارس الحباشنة
دخلت الى محرك البحث «جوجل» لأفتش عن دول في العالم تبحث عن مواطنين مفقودين وضائعين وتقطع بهم السبل بـ»استعمال وتسخير طائرات»، وتقدم لهم خدمات الاغاثة والعون والمساعدة. فلم اعثر الا على الاردن في العالم العربي والشرق الاوسط ودول اخرى في اوروبا الغربية وامريكا وكندا.
قبل اسابيع خرجت» طائرة مروحية « للبحث عن مواطنين مفقودين في الطفيلة، ومواطنون خرجوا في رحلة صيد، ووصلوا الى اماكن وعرة وبعيدة، وابلغ اهاليهم الامن العام والدفاع المدني عن فقدانهم، وتحركت على الفور طائرة مروحية ويساندها تعزيز لوجيستي ميداني لتسهيل العثور عليهم.
عمليات انقاذ محترفة، لانقاذ مقطوعين ومفقودين وتائهين في جبال ووديان، وصحراء الاردن. وأول ما تضعنا تلك المشاهد امام ذكاء الذين ركزوا سنوات على تجهيز دفاع مدني بهذه الحرفية والمهنية والتقنية العالية والعظيمة.
اجهزة تقدم باحترافية متقدمة، فنحن قد لا نعرف مسؤولياته بتفرعاتها الكثيرة من انقاذ المفقودين الملهوثين وتشغيل طائرة مروحية عامودية لتسريع وتسهيل مهمة البحث، وتقديم خدمة انقاذ واغاثة مثالية في اجواء الكوارث الطبيعية والعادية، وما يستطيع رجال الدفاع المدني انجازه من مهامات صعبة وبظروف معقدة. والاهم هو الحفاظ على الحياة.
الدفاع المدني.. قوى وطنية ناعمة، وتوظف لغايات حماية حياة الانسان. متى يستوي الحكم الرشيد والعدالة، عندما تحمى حياة الانسان، ويشعر الانسان بكرامته، ويشعر الانسان بانه ليس مجرد رقم، وليست حياته صدفة ونقطة عابرة في ارقام الحوداث، وان روحه وحياته غالية، وحمايتها شغل شاغل للدولة واجهزتها.
بدأت الكتابة هنا عن الدفاع المدني من خبر الطائرة. والبحث عن مفقودين في الطفيلة الكرك وعجلون ووادي رم والبادية الاردنية.. شعرت بالفخر، وتمنيت لو أن هذه الاخبار تترجم لكل لغات العالم، وان تصور وتبث، وتبرق في زمن الوباء رسالة الاردن للعالم، وكيف تحمي الدولة الاردنية حياة مواطنيها؟.
مشاهد تبعث على الثقة بالدولة ومؤسساتها، ومشاهد تبعث على الامل والتفاؤل. هناك، ادارة صلبة في اجهزة الدولة تتولى مهام وطنية جسيمة وكبرى في خدمة الدولة والمواطن. لربما ان خبر الطائرة والبحث عن مواطنين مفقودين لم ينال الاهتمام الكافي. وللامانة هناك ايضا جهاز الدفاع المدني كبار ضباط وضباط وجنود حملوا المسؤولية، واعطوا ما لا يمكن تصوره من جهدهم وقدراتهم وامكاناتهم في واجب انساني يحمي حياة وارواح الناس.
الاردن دولة متحضرة، ثمة ما يجعلك اكثر ثقة بالدولة الرحيمة، وايمانا بالانسان الاردني، واكثر انحيازا وافتخارا باردنيتك، ولأن الانسان الاردني مصون وغال، وانا لا التفت الى بقايا الصور المكسرة، بل ابحث بوسع قلبي الموجوع لأرى الاردن الذي نحب ونريد ونعشق ونستهلم في خيالنا وواقعنا.