بلال أبو الهدى
لقد عهدنا من احداث هذه الحياة الدنيا أن لكل بداية نهاية (كل انسان له بداية ومن ثم نهاية عندما ينتهي عمره ويتوفاه الله ولم يخلد احدا حتى الأنبياء والرسل) ومنها ما تتكرر بدايته ونهايته (النهار والليل، الشروق والغروب، أيام الأسبوع وأيام الشهر وأشهر السنة، ومراحل أوجه القمر، والفصول الأربعة … الخ) ولكن خلال الحياة الدنيا وينتهي تكرارها بنهاية الحياة الدنيا (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۖ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ ۗ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (آل عمران: 185)). وإذا كان لكل بداية نهاية فعلى سبيل المثال، ما هي نهاية الأرقام أو الأعداد؟! عند الله (فَلَا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (مريم: 84)) والله سريع الحساب (أُولَٰئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّمَّا كَسَبُوا ۚ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (البقرة: 202)). وما هي نهاية الكون، علمها عند رب هذا الكون (يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ۗ يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ اللَّهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (الأعراف: 187). وبناء على ما تقدم لِكل بِدايَةٍ نِهاية، ولكل نهِاية بِداية، فلا تَحزن لنهاية مَرحلةٍ مِن حَياتك، فحتما سَتتبعها بداية لِمرحلة أجمل. البداية هي أول كل شيء والمستهل وأول الأمر، والنهاية على الضد من ذلك فهي الختام والآخر والغاية، ولكل بداية نهاية وكذلك لكل نهاية حكاية، قد تكون سعيدة ومفرحة، وقد تكون محزنة وتعيسة (الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية كانت نهايتيهما محزنتين)، والأمر أوله وآخره بيد الله تعالى مدبر أمور هذا الكون كلها. فالحرب الروسية الأوكرانية بدأت في شهر 2/2022 ولم تنتهي بعد ولكن سوف تنتهي، كيف؟ لا ندري. معركة “طوفان الأقصى” وحرب جيش دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي على غزة بدأت في 7/11/2023 ولكن لم تنتهي بعد ولكن سوف تنتهي ولكن كيف؟، الله أعلم. وفق تصريح مسؤولي الكيان بلغ حتى هذا اليوم الجمعة الموافق 29/12/2023 عدد قتلى جيش ا ل ك ي ا ن من الضباط والجنود 512 إلا أن اللواء فايز الدويري قال: ضع صفر بعد رقم 2 فيصبح العدد 5120 ومن ثم أضرب في 2 ليصبح العدد 10240 وذلك لأنه أولا: عدد الآليات العسكرية المدمرة تعطي رقما تقديريا عن القتلى وثانيا: أن القتلى من العرب والدروز في جيش ا ل ك ي ا ن غير محسوبين وثالثا: عدد قتلى الجنود المرتزقة غير محسوبين ورابعا عدد القتلى الذين دفعت حكومة ا ل ك ي ا ن لأهاليم مبالغ مالية مقابل عدم ذكر اسمائهم وذكرهم مع عدد القتلى كبير.