ماجد غانم
هو حلم ؟ أم كابوس ؟ أم ماذا ……… لا أدري لكن هذا ما كان
للأمانة غالبا ما أكون في أصدق حالاتي عندما أكون في حديث مع نفسي ، هذا الحديث أو الحوار كان قصيرا زمنيا مقارنة بالحلم الذي دام طيلة الليلة السابقة له ، أما تفاصيل هذا الحديث فتحتاج وقت طويل لسردها لكني سوف أحاول اختصارها قدر المستطاع .
كانت البداية بأول تساؤل داهمني في حلمي عندما جلست على كرسي الرئاسة ، هل أستطيع إلغاء الإتفاق مع أعداء شعبي والذي لم يجر على بلدي وشعبي إلا الوَبال ؟ هل أقدر على ذلك في الحال ؟ تفكير لم يطل كان جوابه بالتأكيد لا ، ثم عدت لأقول ولكن هل أستطيع فعل ذلك بعد فترة من الزمن ؟ هذه المرة طال التفكير قليلا لكن كانت الإجابة نعم أستطيع ، لم لا ! بصدق كان وقع هذه النعم على نفسي سعادة ربما تفوق سعادة نيوتن بسقوط التفاحة ، بعد هذه الإجابة عم السرور كل أركاني ، ولوهلة أحسست أن كل ما في غرفتي ضج بالسعادة والسرور احتفالا بسعادتي .
كانت سعادة لا توصف لم يكبح جماحها قليلا إلا تسارع تساؤلات حلمي وإلحاحها علي بالإجابة ، المواطنين من شعبي ؟ فقرهم ، حرمانهم ، تعليمهم ، صحتهم ، ثم ماذا عن اقتصاد بلدي ؟ ماذا عن الزراعة ؟ ماذا عن البطالة ؟ ماذا وماذا وماذا ؟ ماذا عن كل شيء حاله سيء في بلدي ؟ هل أستطيع تغيير كل هذا في الحال ؟ بصراحة الإجابات كانت تتوالى على رأسي كالمطرقة على السندان وكانت لا لا لا لا هي الإجابة المُرة على كل ما سبق ، لكن بعد فوضى ( اللا ) التي اجتاحتني بعنف ، عدت للتساؤل الأول وقلت إذا كنت قد تمكنت من الوصول لنعم هناك ، فلم لا أتمكن من هذه ( النعم ) بعد فترة من الزمن كما حدث سابقاً في موضوع الإتفاق ؟
مع نفسي وبعد أخذ ورد طويل كانت هجمة السعادة أكبر من سابقتها ، وكانت الإجابة التي أنتظرها نعم أستطيع ، أستطيع تغيير كل هذه الأوضاع السيئة في بلدي إلى الأفضل ، هي مسألة وقت لن يطول وسوف أثبت لنفسي ولشعبي بأنني أستطيع .
نعم والتي كانت هي إجابتي على كل تساؤلات حلم الليلة السابقة ، وكل السعادة التي غمرتني بعدها لم تكن كافية ، وكان تساؤل اليقظة هو الذي يحتاج لتفسير يريحني وينهي هذا الحوار ، ما الذي يحدث يا هذا ؟ تسأل نفسك وتجيب بلا ، ثم تعود لنفس السؤال وتجيب بنعم ! ماذا بك ؟ ما الذي يحدث بداخلك ؟ هل أنت نفس الشخص في الحالتين ؟ هل مسألة الزمن هي السبب في تَغَيُر إجابتك فقط ؟ أم أنك ما زلت تحلم ؟
هنا كان لا بد من حلم يقظة يسعفني بالإجابة التي تقطع الطريق على هذا التساؤل القوي ، وكان فعلا ، وكانت الإجابة نعم أنا نفسي من قلت لا ثم عدت وقلت نعم ، لم يتغير في أي شيء ، فقط الأمر لم يتعد أنني سألت نفسي بضعة أسئلة ، هل أنا فعلاً مع شعبي ؟ هل أنا فعلاً راغب ولدي إرادة للتغيير بصدق ؟ هل أستطيع اتخاذ قرار فوري مع نفسي للبدء في هذا التغيير ؟ ثم والأهم من ذلك كله ، هل احب بلدي وشعبي أكثر من كرسي الرئاسة ؟
وعندما وجدت الإجابة على هذه الأسئلة نعم ، كانت النتيجة هي إجابتي على كل تساؤلات حلم الليلة السابقة نعم أنا الرئيس ، وأنا قادر على كل شيء ما دمت مع شعبي ، وما دام شعبي معي .