أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
أجمل ماقيل عن رحمة وعطاء الله من غير حساب لعباده الصالحين في شعر الشاعر السعودي غازي القصيبي رحمه الله: وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً … ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر، وتشاءُ انت من الأماني نجمةً … ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر، وتشاءُ أنت من الحياة غنيمة … ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر، والله يمنع إن أراد بحكمة … لابد أن ترضى بما حكم القدر. قال تعالى (وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (الإنسان: 30)). لقد شاءت قوى المقاومة الإسلامية في حركة حماس وفي الجهاد الإسلامي وغيرها في قطاع غزه في معركة “طوفان الأقصى”، تذكير العالم في القضية الفلسطينية وأسر بعض الضباط والجنود الإسرائيليين من القواعد العسكرية وبعض المستوطنين من المستوطنات في غلاف غزة لتبادلهم مع أسرى فلسطينيين في سجون دولة الكيان الصهيوني. إلا أن الله شاء لهم خيرا مما خططوا له بكثير: فأسروا المئات من الضباط والجنود والمستوطنين (وتشاءُ أنت من البشائر قطرةً … ويشاءُ ربُك أن يُغيثك بالمطر)، وحصلوا على مستندات وخطط عسكرية لقطاع غزة وفلسطينيي الضفة الغربية بالتفصيل ما كان يخفيه قادة دولة الكيان ودول الناتو وفي مقدمتهم أمريكا (وتشاءُ انت من الأماني نجمةً … ويشاءُ ربُك أن يُناولك القمر). وحصلوا على غنائم من المستوطنات ما لم يتوقعوه (وتشاءُ أنت من الحياة غنيمة … ويشاءُ ربُك أن يسوق لك الدرر). نعم، شاء الله أن تكون هناء حرب بين دولة الكيان الصهيوني ومن معها من جيوش أمريكية ومن دول الناتو وغيرها وتستمر هذه الحرب من 7/10/2023 حتى تاريخ كتابة هذه المقاله ونشرها. نعم، ألحقت هذه الحرب آلاف القتلى الشهداء وآلاف الجرحى بالآلاف من أطفال ونساء وكبار سن من اهل غزة المدنيين العزل وتدمير حوالى 80% من البنى التحتية والفوقية لقطاع غزه وتهجير حوالي اثنين مليون من شمال ووسط قطاع غزة لجنوبه إلى رفح. ولكن في المقابل كان هناك آلاف القتلى والجرحى والمعاقين والمرضى النفسيين والمهجرين من مستوطنات غلاف غزة … الخ في الطرف الإسرائيلي (وتظلُ تسعى جاهدا في همة … والله يعطي من يشاء إذا شكر). وقد منع الله بأمره وبحكمته دخول المساعدات الإنسانية لأهل قطاع غزه ومنع مساعدة ومساندة الدول الإسلامية والعربية لقوات المقاومة في قطاع غزة ليحرك الله معظم شعوب العالم إذا لم يكن جميعها للوقوف مع قوات المقاومة والمطالبة بالحرية لشعب فلسطين وفلسطين من النهر للبحر وتم توعية معظم إذا لم يكن جميع قادة وشعوب العالم بالقضية الفلسطينية وعدالتها وخسارة كل ما بنوه صهاينة العالم لدولة الكيان خلال قرن من الزمن (والله يمنع إن أراد بحكمة … لابد أن ترضى بما حكم القدر). فلا اعتراض على أمر الله الذي لا يعلم الغيب وما يخبئه القدر والمستقبل والغيب لأهل غزة والفلسطينيين إلا الله سبحانه وتعالى (وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (هود: 123)) ونسأل الله أن يكون كله خير لكل من يؤمن بالله واليوم الآخر والملائكة والرسل والنبيين وبالإسلام دينا وبنبينا محمد ﷺ رسولا ونبيا.