
دانه ابو كف
في عالم الأعمال، يكون التخطيط الاستراتيجي في أوضح رؤية له، عند تحليل البيئة الخارجية والداخلية للمؤسسات. بينما ظهر تميز التخطيط الاستراتيجي؛ كأداة لتحديد الرؤية للمؤسسة. وعند تنفيذه وتطبيقه، فقد يتجلى في ترجمة الفرص إلى النتائج المرجوة عن طريق تحقيق الأهداف.
يتميز التفكير الاستراتيجي بوضع الرؤية، وهي أهداف المؤسسة التي يجب تحقيقها مستقبلا، وتعتبر الرؤية هوية المؤسسة وسبب وجودها، وتشمل الرؤية على اهداف يجب تحقيقها على المدى الطويل، ويتم توضيح تلك الرؤية بتحديد “المهمة” وهي التي تحدد الأهداف التي تقود العاملين وفريق العمل الى تحقيق الرؤية، وتعمل المهمة على تحقيق الأهداف في الحاضر.
لتحقيق “المهمة” يجب أن نحدد الأهداف التي يجب أن تكون محددة، وتتسم بالواقعية أي قابلة للتحقيق. وقابلة للقياس أي ملموسة، يمكن قياس نجاحها بعد انتهاء الفترة الزمنية. ومحددة بزمن، أي تكون أهداف المؤسسة مرتبطة بزمن معين.
“ومن أهم الأسس التي لا بد من التأكد من وجودها، هي اهتمام المنظمة بالتخطيط السليم الاستراتيجي؛ كونه الوسيلة الأكيدة للارتقاء بالمنظمة. ولا بد من تحليل البيئة للتعرف على كل ما يلزمها، وكل ما يجب الحذر منه.”
فإن تحليل البيئتين جزء مهم لإكمال التخطيط الاستراتيجي، وتكيف المؤسسات مع المحيط؛ وإقامة علاقات بيئية جيدة. فالبيئة الداخلية، وهي البيئة الدقيقة. وتشمل الأنشطة اليومية للشركة كالمنافسين، والموردين، والموظفين، والعملاء وتأثيرهم في العمليات. وهي بيئة المنظمة من الداخل، كالمصادر المالية، والمزيج التسويقي. ويتمثل تحليل البيئة الداخلية، في تحليل نقاط القوة بالمنظمة. وهي ما تملكه من موارد مالية، أو بشرية أو تكنولوجية. أما نقاط الضعف، فهي ما ينقص المنظمة وما يعيق تحقيق الأهداف.
أما البيئة الخارجية، وهي البيئة الكلية والمحيطة للمؤسسات. ويعبر عنها بالعوامل السياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والقانونية، والتكنولوجية، البيئية. ويساعد تحليلها على معرفة الموارد المتاحة، وكيفية الاستفادة منها. ويتمثل تحليل البيئة الخارجية، في تحديد الفرص الجديدة للمؤسسة، أو تحديد التهديدات والمشكلات التي تواجهها.
وتعد العولمة من أبرز تحديات البيئة الخارجية، التي يجب التخطيط للسيطرة عليها. وما لها من أثر في انفتاح النشاط الاقتصادي، واختراق الحدود واندماج الأسواق؛ وتغير معايير الإنتاج. ومن التحديات الأخرى، ما شهده العالم من ثورة علمية وتكنولوجية. وتحولات سريعة وتقنيات جديدة، كوسائل الاتصال والانترنت والفضائيات.
وبينما التخطيط الاستراتيجي، يراعي كل هذه الجوانب المهمة. أتمنى أن أرى استراتيجيات واضحة تحقق التكامل للمؤسسات؛ لتكون قابلة للاستمرار على المدى الطويل. وإن للتخطيط ثمار مستقبلية، تعود على بيئة المنظمة الداخلية والخارجية بالنفع. فلا يمكن مواجهة الظروف الراهنة، إلا بخطط مدروسة تقوم على تقليل الفجوة بين النتائج المتوقعة والنتائج الفعلية.
2 تعليقات
غير معروف
مقال جميل
رائع
رائع جداً