محمد وشاح
خلال تقديمه واجب العزاء بشهيد الوطن العقيد الدكتور عبد الرزاق الدلابيح ، أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن الدولة لن تقبل التطاول أو الاعتداء على نشامى أجهزتنا الأمنية الساهرين على أمن الوطن والمواطن ، وأنها ستتعامل بحزم مع كل من يرفع السلاح بوجهها ويتعدى على الممتلكات العامة وحقوق المواطنين ، مشيراً جلالته الى أنه على الرغم من الظروف الصعبة التي يمرّ بها المواطنون فمن حق المواطن التعبير عن الرأي لكن بالوسائل السلمية وضمن القانون ، ومن يخرج عن ذلك فمن حق الدولة اتخاذ كل الإجراءات لمحاسبته ومحاسبة مفتعلي الفوضى والتخريب ومطلقي النار على رجال الأمن نشامى الوطن .
ما يعرفه معظم المواطنين أن الشعب الأردني لو اختلف أبناؤه في الرأي بشأن من الشؤون واشتدت عليهم الأحوال المعيشية ، إلا أنهم يرفضون بتاتا المساس بأمن وطنهم واستقراره ، وحريصون على مستقبلهم وواعون أيضاً ممّن يُبيتون النوايا السيئة ويصنعون الشرّ للنيل من الأردن وأبنائه ، والأردنيون بطبعهم لا يساومون أبداً على حبهم لبلدهم واحترام أفراد الأجهزة الأمنية الساهرين على راحتهم .
وإزاء ما حصل خلال الأيام الماضية فإننا كمواطنين نطلب من دولتنا الضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه المسّ بممتلكات الوطن والاعتداء على رجال أمنه ، حيث أن العنف وسيلة غير مشروعة لأجل المطالبة بتخفيض أسعار ، وأن اغلاق الطرق والدوارات وتعطيل حركة السير وممارسة التكسير والتخريب وحرق الاطارات اسلوب مرفوض وغير مبرّر ، إذ أن المطالب لا ينبغي أن تؤدي الى الإضرار بمكتسبات الوطن وإطلاق النار على رجال الأمن الملتزمين بضبط النفس ، فهذه التصرفات الرعناء التي حدثت من قبل المخربين في بعض المناطق لا يمكن السكوت عليها ولن يقبل بها كل مَن له في الأردن عشيرة ونسب .
ومن هذا المنبر ندعو أهلنا وشبابنا الى التصدي بحزم وقوة بوجه القاصدين الى نشر الفوضى في البلاد ، المتذرعين بحجج وتبريرات يربطونها بارتفاع أسعار المحروقات ، كما ندعو المخلصين من ابناء الوطن الى اليقظة والانتباه من الفئة الضالة الخارجة عن القانون ، وليعلم أوغادهم بأن الاردن سيبقى بمشيئة الله قويا وصامدا بإرادة شعبه وجيشه وأجهزته الأمنية ، وسيظلّ الأردنيون بعزم قيادتهم الحكيمة صمّام الأمان وخط الدفاع الأول لبلدهم الغالي الذي يفتدونه بالمهج والأرواح ، لنتمنى دائما وأبدا أن يحفظ الله أردننا وأن يجنبنا مكر الكائدين الأشرار وأن يجعل مسعانا متحداً لحاضر ومستقبل وطننا الحبيب .