فارس الحباشنة
اول ايار ..يحل عيد العمال، والعمال بلا عمل . بطالة وعمال بلا اجور، وعمال قضمت اجورهم، وعمال يتاقضون اجورا متدنية، وعمال بلا ادنى مقومات للحماية الاجتماعية، لربما هي ابرز سمات الواقع العمالي في اردن كورونا .
وذلك لا يعني ان احوال واوضاع عمال الاردن كانت بخير قبل ازمة كورونا . ولكن الازمة الحالية فضحت وعرت نظام الحماية الاجتماعية، وفضحت ضعف الاطار القانوني لعلاقات العمل .. وكيف يفسر اذن تسريح العمال والتسريح التعسفي وعدم التزام في عدم الاجور وخفض الاجور وحرمان مئات الاف من العمال الاردنيين من عمل امن ومستقر .
معلمو القطاع التعليمي الخاص مدارس وجامعات، وموظفو المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات الطبية، والفنادق والمطاعم السياحية والمقاهي
، الشركات الكبرى والمتوسطة والمصانع، وسائقو التاكسي بكل الالوان والسرفيس .. وانعدام اي شكل من اشكال الحماية الاجتماعية .
شبه انهيار اجتماعي /اقتصادي ومعيشي، ملايين من الاردنيين اكتشوا انفسهم فجاة في عين عاصفة كورونا لا يملكون قوة يومهم، ومرمين في الشوارع، وعاجزين عن شراء باكيت دخان وبطاقة شحن خليوي، وعداكم عن التزامات المعيشية والدواء والطعام والشراب وفواتير الكهرباء والانترنت والمياه .
نسبة البطالة خارجة عن التقديرات الرسمية .. وما تعلن الحكومة عن اعداد المتضررين من كورونا وفاقدي فرص العمل وبطالة كورونا الجديدة غير موضوعي ودقيق، ولربما ان الحكومة تشعر بالخجل ولذا فانها تتجنب اي اعلان رسمي عن تلك الارقام المتطرفة للفقر والبطالة والجوع .
الاردن دون مبالغة يصنف على خرائط الاقتصاد العالمي بانه بلد يخلو من العمل، وبلد البطالة وتكدس العاطلين عن العمل . واذا ما فكرنا فيما بعد كورونا وانقشاع غيمة الفايروس السوداء، فماذا سيحل على الاقتصاد الاردني، وكيف سيعاد ترتيب علاقات العمل، وجدولة الاولويات تشريعيا واجرائيا، لاعادة الحياة
و حيوية الاقتصاد، ومنظومة العمل دون اي خلل بينيوي اجتماعي اضافي .
لا اعتقد ان هناك مسؤولين في الحكومة يفكرون في جدية بالمستقبل القريب والبعيد، وما هو قادم بعد كورونا . وزير العمل الحالي لا ينظر الى المستقبل، ولايفكر كيف يحمي فرص العمل الموجودة في سوق العمل . وماذا يمكن ان يقول اليوم لعمال الاردن في عيدهم؟
في الاردن كان هناك طبقة عاملة، ونقابات مهمة لها ارث، واتحاد نقابات وازن ويلعب دورا مؤثرا في الحياة العامة . ويدعو الى اضرابات واعتصامات ويشد العمال للدفاع عن مصالحهم وحقوقهم . ولكن هل تذكرون اخر مرة سمعنا تعليقا او تصريحا لنقابة عمالية ؟
نعم، يمر اليوم عيد العمال، ونحن احوج ما يكون احتفالنا مغاير ومختلف .كان العمال يحتلفون ب»يوم العطلة»، وعلى ادنى تقدير من الاحتفال، واما اليوم فالعيد بلا عمال، ولا تكاد تعثر على عمال اردنيين مازالوا على راس عملهم، ولم تطالهم لعنة كورونا ونقمة مراكز نفوذ البزنس والمال .