أُضحية الحَجة على المقبرة وبعد أن دفنوا الحجة ( أُمّه لأبو فلاح ) وقرأ الشيخ حديث الوعظ للحضور والدعاء للفقيدة ، كان أبو فلاح يضمر بداخله ذبح أضحية عن روح أمه ، خاصة وأن عيد الأضحى على الأبواب ، وبدأ الحضور بتقديم العزاء لأهل الميت على المقبرة ، وكان أبو فلاح يتقدم صف أهل الميت كونه الابن الأكبر… رغم الحزن الشديد إلا أن أبو فلاح بدأ يحسب مشروع الأضحية وكيف سيحصل على ثمنها (يعني موجود بالجسم على المقبرة لكن الذهن شغّال بَرّه) … ومضت أيام العزاء وانتهى كل شيء بخير وسلام … جلس أبو فلاح مع أم فلاح وطرح عليها فكرة الأضحية عن روح الحجة (أمه) ، أم فلاح أَيَدَت الفكرة واتفقا على أخذ الأضحية من خالها كونه صاحب ملحمة وتاجر حلال ، على أن تكون بالتقسيط عشرين دينار شهري ، كون أبو فلاح زلمه متقاعد عسكري ووضعه المادي على قد الحال …مع اقتراب العيد تم اختيار الأضحية من قبل أبو فلاح بعد نصيحة خال زوجته على أنها بتقطع ثلاثين كيلو عدا الرأس والمعلاق… وفعلاً تم وضع العلامة عليها ( بسبريه رش) وإبقائها عنده ليوم العيد ودون إعطائه دفعة أولى (كونه من عظام الرقبة) … بدأت حسابات توزيع حصص الأضحية من قبل أم فلاح وأبو فلاح بالورقة والقلم … أم فلاح لها خمس خوات متزوجات و خمس أخوه متزوجين بالإضافة لأبوها وأمها وعمتها فاطمة وخالتها نعمه … أبو فلاح لا يختلف وضعه عن وضع زوجته كثير فله أربع خوات وثمانية إخوة بالإضافة إلى خالاته يسرى و فايزه وشمسية وعمته بدرية ، وعنده ثلاث بنات متزوجات وفلاح أبنه متزوج وفاتح بيت وطالع لحاله … على حساب الورقة والقلم وكل حُصة كيلو لحم بطلع أبو فلاح ملحوق ، وكل ما يحاول يختصر حدا، تنط أم فلاح تقول : بدك تفضحنا مع الناس ، خلي العيد يمضي على خير وسلامه ،…مضى يوم ويومين والحساب مش زابط مع أبو فلاح ، والمشكلة لما أبو فلاح ينزل على السوق أو يروح على المسجد ، الشاطر اللي بلاقيه ويسأله : شو اسمعنا بدك تضحي، لا تنسانا من الرأس أو المعلاق ، واللي بقله : زَبّطّنا الحصة يا أبو فلاح ولا تحط فيها دهن … المهم أبو فلاح ألغى مشروع الأضحية واكتفى بالذهاب إلى قبر أمه يوم العيد والدعاء لها بالرحمة والمغفرة … ووضع نية ذبح أضحية بالعيد القادم …