اسعد العزوني
وليس أبا للفسقة
رغم أننا كمسلمين نعترف أن أبانا إبراهيم عليه السلام هو أبو الأنبياء ،ورغم أن القرآن الكريم إحتفى به أكثر من غيرها من الأنبياء والمرسلين ،وذكر لنا قصته مع النمرود والتي إرتقت إلى المعجزات ،إذ أنه نجا من النار التي حاولوا حرقه فيها بعد أن كشف لهم حقيقة أصنامهم،إلا أن البعض يصرون على إعتباره عليه السلام أنه أبا للفسقة أمثالهم،تماشيا مع الفكر الماسوني ،مع أنه ولد وعاش قبل ظهور الماسونية ،وهنا يكمن السر،كما أننا مستغربين أيضا من تركيز البابا الذي يزور العراق على الإبراهيمية في كلمته،مع أن ما ظهر حتى اللحظة هو أعمق من زيارة مرجع ديني كبير إلى بلد يعاني ،لأن القصة أكبر من ذلك حسب ما صدر عنه وما يقوله العارفون ببواطن الأمور ،وقد جاء البابا إلى العراق لتدشين الدين الإبراهيمي الجديد،كما أن زيارته لمدينة أور التي إنطلق منها أبونا إبراهيم إلى فلسطين فالحجاز ،بهدف الوصول إلى الفرات حيث ملائكة الساعة الأربعة المقيدين هناك حسب الكتاب المقدس .
حقيقة لا أدري سر إختيار الماسونية –الصهيونية على الإتكاء على سيدنا إبراهيم عليه السلام،ليكون هو حجر الأساس لمشروعهم الماسوني،والبناء عليه خاصة مع مراهقة الخليج السياسية التي نجحت ثماني مومسات إسرائيليات يهوديات بطبيعة الحال -بإعتراف رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي-في التسريع بالكشف عن هوياتهم ،وإرتمائهم في أحضان مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية،بحجة شراء السلاح المتطور والتقنية تارة ،وتارة أخرى بحجة الخوف من إيران.
إبان إغتصاب المقاول ترمب الحكم في أمريكا وتوليه زمام المور في البيت الأبيض،ظهرت علينا المراهقة السياسية في الخليج بهجمة غير مسبوقة للتطبيع التهويدي مع مستدمرة الخزر في فلسطين،والتماهي معها أخلاقيا ودينيا،والتعهد برعايتها ماليا بعد التحولات التي تشهدها أمريكا،ولم يقتصر الأمر على سقوطهم لتمكين المستدمرة من تأسيس مشروع الشرق الأوسط الجديد ، الذي يقوم على تلاقح العقل اليهودي الذكي والمال العربي السائب كما قال السفاح بيريز،بل تعدو ذلك إلى مرحلة القوادة السياسية ،وهي إجبار الآخرين على التطبيع مع الصهاينة تحت مظلة “إتفاق أبراهام”.
ووصل الأمر بهم إلى إزاحة من يرفض السير في ركابهم كما حصل مع الفريق البشير في السودان ،الذي رفض إستقبال النتن ياهو بعد زيارته إلى مسقط ولقائه مع زوجته سارة بالسلطان قابوس قبل وفاته،كما أنهم رشوا ملك المغرب بقرار ترامبي يفيد أن الصحراء الغربية تعود في ملكيتها للمغرب،وحاولوا مع العراق والجزائر ويعبثون في تونس.
خلاصة القول أن هؤلاء المرتدين المتورطين جنسيا مع الموساد،مصرون على جرائمهم التطبيعية التهويدية وتمسحهم بسيدنا إبراهيم عليه السلام، رغم أن من كان يقودهم عن بعد وهو المقاول ترمب ،قد غادر البيت الأبيض مذموما مدحورا،وها هو بايدن يلغي كل قرارته بخصوص مغربية الصحراء ورفع السودان من قائمة الإرهاب الأمريكية ،وها هم فسقة النتن ياهو وترمب يتحسسون أقفيتهم ويحارون في كيفية طردهم من قصورهم ،وهل سيبقون أحياء أم لا؟وتلك هي لعنة أبينا إبراهيم عليه السلام.