البداية كانت في الصف الأول عام 1974 في مدرسة عجلون وكان معنا في الصف أخي الشقيق عبدالله والكثير من الطلاب أذكر بعضهم ومنهم يوسف خالد مخلوف، عمار شحادة القضاة، نصري شمس الدين، ياسين احمد الصمادي، ثائر فايز الصمادي ‘ سعيد مفضي، امجد سلطي، ياسر وأخيه احمد عبده، مأمون شعبان و أنيس قطامي وغيرهم ودرّسنا بذلك الوقت الاساتذة نجيب جويعد، جميل جويعد و حسين الصمادي وغيرهم . وبعدها انتقلنا للسكن في كفرنجة وانتقلت أنا وأخي عبدالله إلى الصف الثاني وكان ذلك في الغرف السفلية من مبنى البلدية القديم وحالياً أصبح مكتبة للاستاذ حاتم عنانبة، وكان هناك شعبتين كنت انا واخي في نفس الشعبة وكانت تدرسنا المعلمة سلوى عويس والشعبة الثانية كانت تدرسهم المعلمة سميرة ، وفي صفنا اجتمع طلبة استمر عدد كبير منهم للتوجيهي لعام 1986 سواء الفرع العلمي أو الادبي .
أذكر من الطلاب وأرجو أن لا تخونني الذاكرة منهم محمدجميل العسولي ومحمدامين شويات وعبدالله محمدشويات وعبدالخالق عبدالرحمن زيادة عناب ومحمد موسى مزيد عناب وفراس احمدفؤادفريحات وزيادمحمودخليل خطاطبة ونضال عنانبة وخالدعلي عيسى غريز وياسر ابراهيم فريحات ومحمد علي عبدالرحيم شويات وابراهيم علي بعارة و عاهد محمود جميل بعارة ومحمد جبر فريحات ومحمد عبدالله العنانزة ( الحجي) وغيرهم الكثير متوزعين في الشعبتين .
درسنا بنفس المكان الصف الثالث ثم انتقلنا إلى مبنى آخر يبعد عن المبنى الأول مايقارب 500m في دار الكعبوني وكان لزاما علينا أن نحمل المقاعد أو ماتسمى الرحلاية بذلك الوقت وكنا نشعر فعلا أن الرحلاية ترحل بنا في بلاد الله الواسعة ، وكنا نضع الرحلاية في المبنى الجديد وبنفس المكان السابق الذي كانت تجلس به الرحلاية طوال العام الدراسي ، لابل وكان الطالب نفسه هو من يجلس إلى جانبي وكما هو حال البقية في الصف ، وكنت أشعر وكأننا توأم يصعب فصله ، أو كأننا عهدة على بعضنا البعض ، ولم نكن نعرف بذلك الوقت التمرد أو مايسمونه حاليا باسم التنمر، بل كانت التعليمات الصادرة من الإدارة تنفذ بحرفية ولا مجال للإجتهاد إلا بحالة زيادة الإستسلام والخضوع وكأن الأمر قضاء وقدر ويصعب تجنبه أو رفضه، فمثلا إذا غاب طالب كانت المدرسة باكملها تعرف عنه ناهيكم عن التوبيخ وزيادة فوقهم عدد من العصي فوق راحتي الطالب الغائب وينفذ الحكم ولا مجال وقتها للإستئناف أو التمييز، ويختم الحكم بضرورة إحضار ولي الأمر ، وهنا تقع الطامة الكبرى لأن الحكم سينفذ مرة أخرى وداخل زنزانة انفرادية مع الأب في البيت، وبعدها يحضر الطالب إلى المدرسة ويكون قد أقسم يميناً على نفسه سراً بأن لايغيب عن المدرسة حتى لو تم طرده من الباب سيلجأ للعودة من الشباك . درسنا الصف الرابع في هذا المبنى، وبعدها رحلنا بالرحلاية إلى غرفة تعود لبني الاسمر أبوعيسى، ودرسنا المرحوم الاستاذ محمدالعجاوي رحمه اللهُ، وبعدها تم ترحيلنا إلى مبنى من عدة طوابق مسمى بدار عبداللطيف القعاقعة ودرسنا الصف الخامس وكانت بداية عهدنا مع مادة اللغة الانجليزية وكانت لغة غريبة علينا وتم التركيز علينا بضرورة حفظ الحروف كاملة وكان لزاما علينا التمييز بين الأحرف الكبيرة ( كبتل) والاحرف الصغيرة ( سمول) وشكل الحرف وطريقة لفظه ومن ثم كيفية كتابته ناهيكم عن النسخ في البيت، وكانت الحصة لها هيبتها لأن مجال الاحراج للطالب كبير جداً للوقوع في شرك هذه المادة الغريبة، لذلك تجد الصف وكأنه بموقف جنائزي ولحظة وداع لشخص يصعب فراقه. طبعا وسط هذا السرد التاريخي كان هناك قضية دفع الرسوم الدراسية السنوية في بداية العام الدراسي، وكانت من دينار إلى ثلاث دنانير مضافا لها 15 قرشا للهلال الأحمر وكان يعفى من طالب إلى ثلاثة طلاب من نفس الصف ولكن بشق الأنفس وكانت التعليمات تصدر من الإدارة والمعلمين بضرورة إحضار الرسوم خلال أيام معدودة وبغير ذلك سيعرض الطالب نفسه للعقوبة والطرد اليومي من أمام أمة لا إله إلا الله داخل المدرسة وعلى رؤوس الأشهاد، هذا الحال كان يستمر إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً .
درسنا في عمارة المرحوم الحاج عبداللطيف القعاقعة الصفين الخامس والسادس وكان من الطلبة الذين أذكر تواجدهم معنا هناك : الطالب عمر محمد عبدالله خطاطبة ونمر شحادة عنانبة وذيب رشايدة وخالد عبداللطيف قعاقعة ومحمد احمد ضيف الله الصباغ وظاهر احمد ضيف الله الصباغ وحابس عبدالكريم الخطاطبة وغيرهم الكثير ، وكان مديرنا المغفور له بإذن الله مربي الأجيال الأستاذ عبدالرحمن أبو عبيلة وقد علمنا القرآن والأحاديث والقراءة والآداب والحث على طاعة الوالدين وقصص لها دروس وعبر كبيرة بقيت معنا العمر كله، رحمه الله رحمة واسعة، أما من المعلمين الذين درسونا بتلك الفترة فأذكر منهم : الاستاذ محمد مطلق العنانزة والأستاذ عفيف مهاوش والأستاذ محمدامين عنانبة والأستاذ راتب العنانزة والأستاذ علي سالم فريحات والاستاذ رياض عنانزة وأخوه الاستاذ حابس العنانزة والاستاذ ابو عبدالسلام الرشايدة والاستاذ محمد الجبالي والأستاذ احمدعبدالقادر فريحات والأستاذ فائق فريحات من راجب والأستاذ حسين علي الكايد فريحات من راجب والأستاذ حسني فياض فريحات من راجب والأستاذ عوض العسولي ، والاستاذ حمدان غنيم والأستاذ عبدالرحيم عبدالعال ، وكان آذن المدرسة اسمه احمد ابوامجد عنانبة رحمه الله وكان له هيبة حتى إذا مر من جانب الصف كنا نخاف ونلتزم الصمت ، أما الأدب والإحترام فكان ديدننا ، فكان نصفه خوفا والنصف الآخر أصبح طبعا ملازما لنا لأنه طغى أحدهما على الآخر . ثم رحلت بنا الرحلاية إلى آخر الحدود السكنية بذلك الوقت في مدينة كفرنجة وتسمى ابوالنجم وسميت بذلك ربما لقربها من النجوم وسمعنا تسمية اخرى لها وهي منطقة عراق الشوحة ، وهناك درسنا الصف الأول الإعدادي (السابع حاليا) ودرسنا الاساتذة احمد البدري المدني وصالح غريز وحسين شويات واحمدالجبالي وفائق شويطر رحمه الله رحمة واسعة وحمدالجبالي ومصطفى الجبالي وعبدالسلام ابوعيسى ومحمدالمصطفى الخطاطبة واحمد الشريدة الخطاطبة ومحمد الشريدة الخطاطبة والمرحوم الأستاذ حسين العقلة ابوعناب رحمه الله ورياض العنانزة والمرحوم الاستاذ محمد حسن رشايدة ابوصهيب رحمه الله والاستاذ نمرالجبالي وقسم من المعلمين كان من دولة مصر العربية . درسنا في ابوالنجم الصف الأول والثاني والثالث الإعدادي اي لغاية الصف التاسع حاليا ، وبعدها رحلت بنا الرحلاية إلى المرحلة الثانوية بجانب مخفر كفرنجة، وبالمناسبة لم أسمع عن طالب بأنه قد اشتكى ذات يوم على مدرس داخل المدرسة، بل كنا نعدها كبيرة من الكبائر، أو أن يحضر والده مثلا للاحتجاج على معلم وهذا كان يعد ضربا من الخيال ، وإذا حصل يصبح الطالب شخص خرج عن الأعراف المتبعة وعليه أن يواجه المزيد من الرقابة والتأكيد على تعليمه وسلوكه السوي . في مدرسة كفرنجه الثانوية الوحيدة والتي لايوجد غيرها ولغاية الان ورغم بعد المسافات في الوصول لها من كافة الإتجاهات إلا أن الطلبة كان لديهم إصراراً عجيباً لمواصلة تعليمهم وكذلك الحال لمدرسة كفرنجة الثانوية للبنات وهي وحيدة ولا يوجد مدرسة ثانوية أخرى ورغم بعدها كان الهدف واحد لدى معظمهم بالرغبة والتصميم لمواصلة التعليم والذهاب للجامعة لابل ومواصلة الدراسات العليا لدى البنين والبنات، لا أعرف لغاية كتابة هذا المقال عن سبب قلة المدارس الثانوية للبنين والبنات في كفرنجة على الرغم من كبر وزيادة عددالسكان عبر عشرات السنوات، وكنا نسمع ونحن أطفال بأن السبب هو أن الحكومة تستكثر علينا مثل هذه الخدمة، وهناك من كان يدعي بقوله أنه لا يوجد من كان يطالب من الحكومة بزيادة عدد المدارس، وبالمقابل كان العديد من الأهالي يضطرون لإرسال أولادهم إلى المدارس الخاصة كحماية لهم أو مايسمونه ( مضبّ) حتى لايضيع الطالب بين الطلبة في المدارس الحكومية وخاصة في المرحلة الإبتدائية نتيجة كبر عددالطلاب والتي كانت تصل أعدادهم لأطراف الألف طالب .
في المدرسة الثانوية كانت الصفوف هي الأول والثاني والثالث الثانوي وهو التوجيهي وكان التعليم بعد الأول ثانوي في نفس المدرسة يقسم إلى علمي وأدبي وهنا كان الطلبة يتفرقون، وكان في معظم الأحيان شعبتان ، شعبة للأدبي وشعبة للعلمي ، وهنا تفرقت عن أخي عبدالله، حيث اختار الفرع العلمي واخترت انا الفرع الأدبي ، تفرقنا بعد أن أمضينا عشر سنوات بنفس الصف، وبعد التوجيهي التقينا في جامعة اليرموك مرة أخرى لندرس سوياً أربع سنوات اختار اخي تخصص الفيزياء واخترت انا تخصص التاريخ . كان مدير المدرسة الاستاذ حسن العزبي بني نصر حفظه الله وكان هادئاً جداً ولكنه حاد في تأديب الطلبة المتنمرين وكان يضع لهم حدا نهائيا لايستطيعوا تجاوزه نظراً للكاريزما التي كان يتمتع بها ، فمثلا من كان يتم إرساله من الطلاب المشاغبين إلى غرفته يشعر الطالب بأنه ذاهب إلى غرفة( الآي سي يو ) لأن الامر لم يكن بالسهولة فكان الطالب يضع كل الإحتمالات والخيارات ، لأنه يعلم علم اليقين انه لا مجال للفكاهة ، بل سيعود كما ولدته امه . هذا المدير المحترم امتاز بطابع الجدية والحزم في التربية والتعليم وكان عبقريا في اللغة العربية خاصة في موضوع القواعد وكم أعطانا العديد من خفايا الإعراب والنحو والتي ذهبت معنا إلى الجامعة واستفدنا منها في الدخول لبعض مواد اللغة العربية . في الفرع الادبي كان لدينا شعبتان ادبي واذكر من الطلبة عبدالله ابوضلع وياسرعنانبه ومحمدعيدقعاقعه وعصام شحاده رشايده ومحمدبركات شويات ورائداحمدهندي خطاطبه وخلدون شويات ومحمدحسين الجبالي وعمريوسف سليم بني نصر وأكرم عبدالحميدشويات وعبدالحميدرشايده ومحمدالشيخ محمودشويات وحسن شويات وأخيه حسين شويات ومحمد صلاح ابوعلي . أما الشعبة الثانية فكان بها عمرموسى شعبان وعبدالله عريقات والمرحوم قاسم محمد قاسم عنانبه وعلي محمودتوفيق فريحات وموفق خطاطبه وحسن عريقات وماجد عريقات واحمدعبدالسلام فريحات ومحمدعبدالجوادرشايده وعبدالباري عليان ومنصوراحمدفلاح ابوعلي وباسل عليوه ومنتصر عنانبه وغيرهم الكثير .
اما شعبة التوجيهي العلمي فكانت وحيدة واذكر من طلبتها : اخي عبدالله فاضل ومحمودابوعبيله وعبدالخالق زياده وحكمت شويات ونشات فريحات ورامي قعقاع وعبدالله قعقاع ومحمدموسى مزيد ومجدي بني سلمان وعبدالله عيسى شويات وعبدالله احمد شويات وأخيه محمد وامجد محمدفريحات وامجد الخطيب ومحمد مصطفى فريحات والمرحوم وائل عنانزه رحمه الله وعبدالحميدالجبالي وبكرقعقاع وجهادشويات ومحمدجبرفريحات ورامي خطاطبة وغيرهم الكثير الكثير ممن تجاوز عددهم الـ ٤٤. كان من المدرسين الاساتذه : علي العبدي ورسمي ابوضلع ورسمي الشويات وحسن كيوان وحسين الصمادي وعدنان الصمادي والمرحوم الأستاذ محمود الحمدان عنانزه رحمه الله ومحمد العبودعنانزه ومحمود العبودعنانزه والمرحوم الاستاذ هاني العيدخطاطبه رحمه الله والأستاذ صبحي بركات شويات شافاه الله وعلي الفارس ومحمدعيدابوضلع وغيرهم الكثير . التعليم كان نوعي ومميز والاساتذة كانوا جديين في التربية وفي التعليم ولم يكن هناك مجال للتهاون بالدوام بل كان متابعا حتى آخر يوم دراسي والاختبار كان له هيبته ووقاره وكذلك الحصة كان لها قدسيتها والمعلم له هيبته والمدير له مقام عالي لدى المعلمين والطلاب .
قبل أيام وفي يوم الجمعة الموافق ٢٠٢٢/٨/٥ وتحت عنوان الطلبة الزملاء مواليد عام ١٩٦٧ وعام ١٩٦٨ تمت الدعوة الكريمة على الغداء من قبل الدكتور محمود عبدالرحمن ابوعبيلة والأستاذ عبدالله فاضل فريحات للقاء الأصدقاء والزملاء بعد أربعون عاما من الزمالة وقد كرمونا بالغداء والكرم الأصيل وتجمع اكثر من سبعين طالبا من زملاء الدراسة وكان لقاء عفوي طيبا وقل فعله وتجميعه وراجع به الجميع ذكريات الماضي والدراسة .
أما ابن صفي أو إبن رحلايتي فكان ولا يزال له خصوصية مع جميع الزملاء في مختلف المراحل الدراسية فهو رفيق الصبا ورفيق العشرة والخصوصية في العلاقة الممتدة عبر سنوات طوال تخللها الحامض والحلو والاسرار والمقالب داخل المدرسة وخارجها والصحبة في المجموعات الدراسية سواء الجماعية أو الفردية فكل هذا شكل علاقة طيبة دعت هذا المقال ان يكون طويلا كطول العلاقة ومتانتها والقائمةعلى إلغاء الحواجز في المناصب الوظيفية والمعيشية بحال التلاقي والتي كانت تذوب عندها كل الفوارق عند مخاطبة أحدهما للآخر بقوله : اهلين ابن صفي اهلين ابن رحلايتي .