د . ردينة بطارسة
إجعلوه عيد .. أمن وسلام
فوانيس ونجوم وأهله أضائت الشرفات وزينت النوافذ والأبواب …. رائحة البخور العطرة أحاطت بفوانيس العيد ….صرخات طفولية فرحه ملئت الساحات والطرقات ….أقدام صغيرة ركضت متباهيه بثياب العيد الجديدة ….عبارة محببة تسمعها في كل مكان …يرددها الكبير والصغير ترافقها أشواق الأهل والأصدقاء والجيران ….عيد مبارك وكل عام وأنتم بخير …..وأنا بدوري أقولها لكم جميعا أهلي وأحبتي من أبناء وطني العربي الكبير والعالم الإسلامي ..كل عام وأنتم بألف خير …داعية العلي القدير أن يأتينا العيد في السنوات القادمة وقد جف الدم العربي المسفوك , وشفيت جراح الأمهات المكلومات على فلذات أكبادهن وتبدلت ثياب الحداد على شهدائنا الأبرار بثياب الفرح وقد أشرقت شمس الحريات الواعدة بمستقبل أفضل لكل الشعوب العربية الصامدة ….وقد ارتفع في بيتنا صوت هديل حمامات السلام وتكللت جباه الشباب الواعد في أردننا الغالي بهالات من نور ، كيف لا ونحن في أرض النور والسلام ، نسير نحو المجد خلف قيادتنا ..لنصنع للوطن مجدا وشموخ وعز كما يستحق .
أردت من هذه المقدمة التهنئة أن أدخل الى موضوع هام جدا يجب على الجميع عدم نسيانه ونحن نتفيأ ظلال هذه الأيام المباركة قبيل عيد الفطر السعيد , ألا وهو السلامة للجميع وهنا سأترك جانب الأمن المجتمعي والمروري للجهات المعنيه وأتحدث بخصوصية عن موضوع السلامة الغذائية ….حيث من الملاحظ هذه الأيام انتشار البسطات في الأسواق وعلى أرصفة الشوارع و التي تقوم ببيع حلويات العيد مثل الشكولاته والحلويات ومستلزمات الكعك والمعمول وغيرها من أنواع العصائر والسكاكر التي يكثر الطلب عليها خلال عطلة العيد , وهنا وجب التنبيه إلى أن هذه المواد تصنف من ناحية السلامة الغذائية بأنها عالية الخطورة وقابلة للتلف سريعا خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة و تداولها دون مراعاة أدنى الشروط الصحية من حيث نظافة المكان والعبوات الموضوعة فيها وطرق حفظها ولا حتى نظافة الباعة أنفسهم , هذا من ناحية ومن ناحية أخرى نحن نعلم أن معظم العائلات قد تفضل الذهاب خلال عطلة العيد الى تناول الطعام في المطاعم أو شراء الوجبات الجاهزة مما يجعلهم معرضين أكثر للإصابة بالتسممات الغذائية في حال تناولوا أطعمة فاسدة وغير محفوظة بصورة سليمة .
بالنظر إلى الوضع الصحي المتردي السالف الذكر أعلاه ، قد يبرز في أذهان الجميع سؤال هام عن دور الجهات الرقابية من كل ذلك …؟والإجابة عزيزي السائل تكمن في أن الجهات الرقابية وان كانت تعمل بصورة مكثفة وعلى مدار الساعة في الميدان من أجل مراقبة آلاف المنشآت الغذائية في مختلف مناطق المملكة ، إلا أنها لا يمكن أن تقوم باتمام مهمتها دون مساعدتك أنت …!أجل عزيزي فأنت شريك في المسؤولية عن سلامتك وسلامة عائلتك ودورك في ذلك ينقسم الى قسمين, الأول في التسوق الواعي من خلال الإبمتناع عن شراء الحلويات والأطعمة من البسطات غير المرخصة وغير الموثوقة بحيث لا يتشجع أصحابها على الإستمرار , فمن الضرروي التأكد من وجود الرخصة الرسمية للتداول بالغذاء والصادرة من المؤسسة العامة للغذاء والدواء ومديريات الصحة فهذا يحمي حياتك ,والقسم الثاني عزيزي ينطلق من احساسك بالمواطنة الصالحة والذي يتمثل بالإبلاغ الفوري عن أي مخالفة صحية تجدها وذلك من خلال الإتصال بالجهات الرقابية المعنية وعلى رأسها المؤسسة العامة للغذاء والدواء ،حيث تعمل كوادر المؤسسة بنظام المناوبة على مدار الساعة من خلال وسائل الإتصال المختلفة وخط الشكاوي الساخن وطيلة أيام عطلة العيد وذلك من أجل حماية جميع المقيمين على أرض المملكة من الإصابة بالتسممات الغذائية ومن أجل الحفاظ على جودة وسلامة المنتج الغذائي المتداول في الأسواق ، بالإضافة إلى الحملات الرقابية على الصيدليات من أجل ضمان جودة وفعالية الأدوية والمسلتزمات الطبية المباعة فيها .
أخيرا أعزائي أتمنى للجميع عيدا مباركا وآمن انشالله كما أدعوكم أحبائي أن ترفعوا معي أكفكم المزينة بخضاب العيد السعيد مبتهلين الى العلي القدير أن يعطي العمر المديد لقائدنا ورائدنا جلالة الملك عبدلله الثاني وأن يعيده علينا جميعا باليمن والبركات وكل عام وأنتم بألف خير.