لعلّ وسائل إعلامنا الرسمي وشبه الرسمي بمختلف أشكالها قد خاضت امتحانات عسيرة بخاصة خلال ثورات الربيع العربي ما افقد الاعلام التقليدي خلال تلك الفترة الانتقالية الرؤية الواضحة والمحددة في كيفية التعامل والتفاعل مع الأحداث والازمات التي تمر بها معظم الدول العربية والصراعات التي يشهدها الشارع العربي، حيث كان الهم الاكبر والرئيس بالنسبة للاعلام التقليدي هو كيفية كسب الشارع الى صفه ما افقده البوصلة الاعلامية التي من خلالها يستطيع ان يوجه النخبة الاعلامية المتواجدة على الساحة.
ففي الوقت الذي كانت وسائل الاعلام التقليدية في غفوة خلال ثورات ما يسمى الربيع العربي نجد ان الاعلام الالكتروني والاعلام الجديد المتمثل بـــ (الفيسبوك والهواتف الذكية ) قد قادا موجة التغيير في العالم العربي من عالمه الافتراضي، ونتيجة لذلك فقد تسبب الاعلام التقليدي الرسمي وشبه الرسمي الى موجات نقد عاتية.. الأمر الذي جعل من الاعلام الالكتروني والاعلام الجديد الوسيلة الاولى التي يعتمد عليها المواطنون لمعرفة ما يدور حولهم محلياً واقليمياً وعالمياً من احداث.
ولا شك بان الاعلام الجديد قد عمد الى إحداث حالة من التغيير على المستوى الاجتماعي من خلال ما اضافه من ابعاد اتصالية جديدة أدت لكسر إحتكار الاعلام الرسمي وشبه الرسمي لفتح المجال لكل من لا صوت له بخاصة عبر الاعلام الجديد (الفيسبوك).
وقد أكدت دراسات عديدة أن شبكات التواصل الاجتماعي لعبت دوراً محورياً فيما اطلق عليه “الربيع العربي”.. . الامر الذي ساهم في مزيد من الضبابية لدى الرأي العام المحلي وخلق نوع من الاختلالات والتشكيك في مصداقية الاعلام الرسمي وشبه الرسمي .. بحيث كانت المنافسة ما بين سعي وسائل الإعلام إلى منافسة الإعلام الإلكتروني والاعلام الجديد كبيرة بخاصة ما يفرزه الاعلام الالكتروني والاعلام الجديد من تحديات وضغوطات على وسائل الاعلام الرسمي وشبه الرسمي وما يؤثره هذا الاعلام على الرأي العام والشارع المحلي والعربي.
لكننا اليوم نجد أن إعلامنا الرسمي وشبه الرسمي قد لعب دوراً بارزاً في مواجهة أزمة كورونا .. وكان له دوراً رئيساً ومحورياً في ادارة الازمة إعلامياً بكل مهنية واحترافية وذلك من خلال ما قدمه ويقدمه من معلومات واخبار وبيانات صحافية للمواطن تمثلت جميعها بالمصداقية والشفافية والوضوح والدقة وبطريقة سلسة وعفوية في بعض الاحيان .. الامر الذي أعادة الثقة ما بين المواطن الاردني والاعلام الرسمي وشبه الرسمي..
وقد إستطاع إعلامنا ان يدحض الشائعات جميعها والتي نجدها تحاول ان تجد لها مكاناً ومسرحاً عبر الاعلام الجديد (الفيسبوك) .. كما استطاع إعلامنا خلال هذه الازمة ان ينجح في تحجيم كل الاجندات الخارجية ولكل من تسول له نفسه تشويه الجهود الوطنية جميعها والتي تبذل جهوداً كبيراً في مواجهة أزمة كورونا.. كما نجح إعلامنا الرسمي وشبه الرسمي في بناء الثقة بينه وبين المواطن من خلال جعل المواطن سواء القارىء أم المستمع ام المشاهد في متابعة كل ما يجري من اخبار وأحداث عبر محطاته وقنواته وبعض مواقعه الالكترونية والتي تصب جميعها في خدمة الوطن والمواطن .. وبالتالي تقليص دور ما يسمى بــ “المواطن الصحافي” بخاصة السلبي عبر الاعلام الجديد .. حيث ساهمت تلك الثقة بان تجعل المواطن الاردني مستقِبلاً إيجابياً للمعلومات التي يتلقاها عبر الاعلام الرسمي وشبه الرسمي وبالتالي المساهمة في نقلها الى الاعلام الجديد (الفيسبوك) بطريقة ايجابية تصب في خدمة الوطن
ففي الوقت الذي يُصدر فيه إعلامنا بياناً صحافياً يتضمن أوامر دفاع او تعليمات او قوانين تتعلق بأزمة كورونا يقوم إعلامنا بتفسيرها وايضاحها للمواطن .. في الوقت الذي فشل فيه الاعلام الجديد (الفيسبوك) في ان يحلل او يفسر او يوضح ذلك..
ولعلّ الجملة التي قالها وزير الدولة لشؤون الاعلام امجد العضايلة خلال مقابلة له على قناة المملكة أمس ( نحن نحترم قدرات المواطن وذكاءه ) يعزز الثقة بالمواطن الاردني وبالتالي يجعل ثقة المواطن الاردني بنفسه عالية اتجاه متابعته للاعلام الرسمي وشبه الرسمي ومساهمته في دحض الشائعات والفتن عبر الاعلام الجديد (الفيسبوك) ..
فثقتنا بإعلامنا الاردني ستبقى كبيرة وثقتنا به عالية من خلال ما يبذله من جهود في السعي لنقل المعلومة الصحيحة والواضحة والدقيق بكل نزاهة وشفافية