د. مفضي المومني.
نقابة المهندسين الاردنيين من اعرق النقابات واقدمها واكبرها؛ حيث يصل عدد المنتسبين للنقابة 180 ألف مهندس ونسبة المهندسين لعدد السكان 40/1 وهي من اعلى النسب في العالم.
النقابة عبر مسيرتها تعرضت للكثير من المعيقات والأخطاء… مرة من خارجها وغالباً من داخلها، وباعتقادي وإعتقاد الكثيريين فإن اكبر مشكلة واجهتها النقابة عبر تاريخها هي محاولات تيارات سياسية معينة الإستحواذ عليها ونجحوا في ذلك لسنوات عديدة، وكانت الألوان سيدة الموقف من ابيض إلى أخضر إلى لا لون…، وفي غضون ذلك رزحت النقابة تحت سطوة أحزاب واشباه سياسين ومتنفعين، كرسوها منفذاً للمناكفة والمعارضة والتكسب أحيانا، إدارات تربحت وأصبح بعض شخوصها من أصحاب الملايين والأطيان… ولكم أن تطالعوا مكافآت صرفت لنقباء وأعوانهم بآلاف الدنانير ، وأخطاء إستثمارية ومالية وإدارية نخرت مسيرة النقابة واستنزفتها… حصل كل هذا وغيره… ويطالب المهندسون بالتحقيق وإستعادة ما غله البعض دون وجه حق.
آخر معضلات النقابة توقف صندوق التقاعد عن صرف الرواتب التقاعدية كليا منذ بداية العام عدا أنصاف رواتب صرفت بشكل خجول لتاريخه، والسبب عدم وجود السيوله… مع أن موجودات الصندوق تصل 280 مليون دينار، بين اراضي واستثمارات، حيث وصلت فاتورة الراتب التقاعدي الشهرية 5 مليون حسب تصريحات النقيب.
بكل الأحوال تنادى الجميع لتعديل نظام التقاعد وطرح إلزامية الإشتراك وغيرها من الأمور التي ستدعم موقف صندوق التقاعد واستمراريته، مع أن هذا كان يجب أن يتم منذ سنوات عندما كانت الدراسات الاكتوارية تشير لقرب نقطة التعادل، ودق ناقوس الخطر الكثير من الزملاء ولكن اخذت العزة بالإثم الإدارات السابقة ولم تفعل شيئًا، ولا ننسى الإستنزاف لموجودات الصندوق بشراء اراضي لا تصلح وبقيم مضخمة في حينه، وكذلك ضعف عملية الإستثمار ومحدوديتها والأخطاء التي كلفت الصندوق ملايين الدنانير… إما لعدم المعرفة والتخصص أو غير ذلك لأمور تصل لشبهات فساد.
خرجت التعديلات وفي طريقها للتنفيذ ورغم جدلية الإتفاق عليها من البعض وخاصة من يريدون تسجيل أهداف حزبية أو لونيه على حساب المصلحة العامة ورواتب المتقاعدين، والعدميين الذين ينادون بالتصفية والإضرار بالمتقاعدين وجسم النقابة وسمعتها، وبكل الأحوال على الجميع الإلتفاف حول نقابتهم ودعمها وإحياء صندوق التقاعد، بشرط التزام النقيب وإدارة النقابة بإبعاد كل من ساهم في الفشل سابقاً، ومن ثم إدارة إستثمارات وموجودات الصندوق من قبل متخصصين محترفين أمناء غير متكسبين، والتوقف عن هدر واستنزاف أموال الصندوق خلافاً للنظام، والتوقف عن دفع الرواتب الفلكية والمكافآت وما يتبعها، مطلوب إدارة حصيفة امينة متخصصة تعيد الثقة بالنقابة وصندوق التقاعد، وأن لا تستمر ذات الممارسات السلبية السابقة بأي حال، وفوق هذا محاسبة كل من ساهم او تواطئ أو مد يده أو أخذ مالا يستحق من أموال الصندوق والنقابة وإعادتها لمالية النقابة والصندوق.
وأما المهندسيين، فأنتم من يؤتى من قبلكم، وخطئكم وسكوتكم وتنحيكم عن المشاركة في الانتخابات وسلبيتكم وإحتلال عقول البعض من ألوان مؤدلجه تبحث عن سلطه ومصلحة أضرت بمقدرات النقابة ومسيرتها على حساب الصالح العام، فأنتم من أوصلتم من تسبب بكل السقطات والتراجع، إضافة لذلك يجب أن تؤطر النقابة لتطور المهنة وأصحابها ومقدراتهم وحمايتهم، وأن لا يعلو الخطاب السياسي المؤدلج ليغطي على الفشل وإضعاف حال النقابة، فالأحزاب السياسية متاحة لكل من يريد ممارسة السياسة، ولا ننكر على النقابة دورها الوطني، ولكن ليس من خلال ركوب موجته على حساب المهندسين ومصالحهم والتي هي مصالح وطنية في النهاية.
هي دعوة للإلتفاف حول النقابة ودعم مسيرتها، من خلال الحضور والمشاركة والمحاسبة والمراقبة، لتبقى نقابة المهندسين معلم وطني يساهم في رفعة الوطن ويحمي حقوق منتسبيها… .حمى الله الاردن.