أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
إللِّي أكْلُه مِشْ مِنْ فَأْسُه، رَأْيُه مِشْ مِنْ رَأْسُه.
يقول المثل العامي: إللِّي أكْلُه مِشْ مِنْ فَأْسُه، رَأْيُه مِشْ مِنْ رَأْسُه، أي أن من يعتمد في رزقه على غيره لا يستطيع اتخاذ قراراته بنفسه، فيتحكم به وبقراراته من يعيله. وهذا الكلام ينطبق على جميع أمور الحياة التي يعتمد فيها الفرد (الطالب يعتمد في دراسته على معلم خاص وفق أوقات مُدَرِّسِهِ ولا يعتمد على نفسه فيستطيع أن يقوم في أي وقت في الليل أو نهار ويدرس) والجماعة الذين لا يعتمدون على أنفسهم في وضع خطط عمل لأنفسهم وفق قدرات كل واحد منهم بل يعتمدون على جهة أجنبية تضع لهم خطط عملهم وفق مصالح الجهة الأجنبية وليس وفق مصالح الأشخاص أنفسهم العامة ومصالح وطنهم. للأسف الشديد بعد أن كان المسلمين هم الذين وضعوا أسس العلوم جميعاً والزراعة والصناعة والطيران والتكنولوجيا (عندما أهدى أمير المؤمنين هارون الرشيد الساعة الرنانه لنقفور ملك الروم إنهزم منها وفكر أن فيها شيطان) … الخ. أصبحوا بعد كسر الدولة العثمانية في الحرب العالمية الأولى وأجبروها على توقيع إتفاقيات مذلة ولصالحهم مثل إتفاقية “لوزان” ولمئة عام. حاول بعد ذلك قادة الدول الأجنبية وبقيادة زعامات اليهود في العالم تجهيل العالم الإسلامي والعربي وإعادته لو إستطاعوا إلى عهد الجهل والظلام. ووضعوا الخطط لجعل المسلمين والعرب يعتمدوا عليهم في كل مناحي الحياة ومنعهم من التقدم في جميع مجالات العلوم والتكنولوجيا حتى يظلوا عالة على الدول الأجنبية ولا تقم لهم قائمة. ولا ولم ولن ننسى مؤتمر “كامبل بنرمان (هنري كامبل بنرمان هو رئيس الوزراء البريطاني من 1905-1908” الذي إنعقد في لندن من 1905-1907وجاءت التوصيات النهائية للمؤتمر وتم اعتماد النص النهائي للتوصيات من لجنة المؤتمر كما يلي: “على الدول ذات المصلحة أن تعمل على استمرار تأخر المنطقة، وتجزئتها وإبقاء شعوبها مضللة جاهلة متناحرة، وعلينا محاربة اتحاد هذه الشعوب وارتباطها بأي نوع من أنواع الارتباط الفكري أو الروحي أو التاريخي، وإيجاد الوسائل العملية القوية لفصلها عن بعضها البعض”. وقد تم تنفيذ كل ما تم الإتفاق عليه من توصيات في هذا المؤتمر منذ الإعلان عنه بالتقرير الذي ارسل لرئيس الوزراء البريطاني آنذاك هنري كامبل بنرمان والذي سمي المؤتمر بإسمه (لأنه هو الذي دعى للمؤتمر وهو صاحب فكرته وجدول أعماله) وحتى يومنا هذا (مطبخ السياسة العالمية في موقع رئاسة الوزراء البريطانية في شارع 10 داوننج) في لندن. فجميع الدول العربية والإسلامية تعتمد على الدول الغربية في 90% إذا لم يكن 100% من إحتياجاتها فكيف لقادتها أن يمتلكوا قراراتهم لشعوبهم ولأوطانهم بأنفسهم؟!.