سميح المعايطة
لم يكن من السهل على اي شخص ان يتخيل تفكيك النفوذ الايراني في الإقليم ونهاية مرحلة عاشت فيها ايران مرحلة من العنجهية وهي تفتخر عبر قادة حرسها الثوري انها تحكم اربع عواصم عربية وتحاول بكل امكاناتها واهمها المتاجرة بقضية فلسطين ان تدخل عواصم اخرى وتصنع لها اتباعا عبر اشخاص او تنظيمات.
لكن هذا الخيال السياسي تحول إلى حقيقة على الارض وفقدت ايران كثيرا من عناصر العبث التي كانت تملكها على الارض العربية،ولم يكن هذا هو الاهم لكنها فقدت مصداقيتها عند اتباعها من التنظيمات والميليشيات في بلاد العرب عند كانت مع كل ازمة حقيقية في فلسطين ولبنان وسوريا تتخلى عن ادواتها وتتركهم يواجهون التدمير دون اي فعل حقيقي باستثناء تحركات سياسية كان اتباع ايران يتهمون الدول التي تعمل بالسياسة بالضعف والعمالة.
نموذج تصدير الثورة او تصدير الحرس الثوري سقطت اهم اجزاءه والقادم سيكمل التدمير،فايران ارادت من اتباعها العرب ان يكونوا ادوات لخدمة مشروعها الفارسي لا ان تدفع بجنودها لخدمة ادواتها عندما دخلوا في مواجهات مباشرة مع خصومهم.
كان من الخيال ان نعتقد ان هيمنة ايران وميليشياتها العربية ستضعف او تذهب لكن هذا الخيال اليوم حقيقية على الارض،ففي سوريا عملت ايران عبر سنوات طويلة على تغيير هوية الارض والمكان باهداف طائفية واحترفت عبر ميليشياتها المقاومة صناعة وتجارة المخدرات، ووصل غرورها الى العمل على العبث بامن دول عديدة لكنها اليوم تخسر كل ماعملت وتخسر مكانة اعتقدت معها انها تحكم عواصم عربية.
نحن في الاردن تعرضنا لمحاولات عبث بامننا واستقرارنا من قبل ايران وميليشياتها،والبعض في داخلنا كان يهتف لتلك الميليشيات في عمان نكاية بالاردن واهله،وكانت حرب المخدرات ومحاولات تهريب السلاح، وكانت ايران تمارس اللامبالاة تجاه كل المطالب بان تتوقف عما تفعل معتقدة انها سيدة المنطقة لكن الاقدار حققت المعجزة السياسية بتحولات جعلت ايران الخاسر الاول مما يجري، وربما لن يمر وقت طويل حتى تخرج من المنطقة تجر الفشل او ربما تنشغل بما في داخلها من مشكلات كبرى.