ينال البرماوي
ما يحدث في بعض شركات الطيران المحلية – أحجم عن ذكرها في هذه السياق – من ممارسات وسلوكيات خاطئة ومستفزة تجاه المسافرين من والى الأردن يبعث على القلق ويعطي انطباعا سلبيا عن الواقع الاستثماري والاقتصادي بشكل عام في الأردن واضعاف مكانة الأردن السياحية على مستوى المنطقة والعالم لتميزه في المنتجات السياحية التاريخية والدينية والطبيعية واعتدال الطقس وموقعه الجغرافي المتميز وما الى ذلك .
في الآونة الأخيرة نسمع كثيرا عن تراجع أداء شركات طيران محلية وتدني جودة الخدمات المقدمة للمسافرين والارتباك الوضح في عملها من خلال الغاء بعض الرحلات وتغيير مواعيدها وعدم الالتزام بها وتحميل المسافر تبعات تلك التصرفات دون تقديم مبررات منطقية بل الاصرار على الخطأ .
على سبيل المثال «عدة أشخاص قاموا بالحجز مبكرا لدى احدى تلك الشركات وبرمجة زيارتهم الى بغداد في مهمة رسمية والتنسيق مع نظرائهم مع الجانب العراقي بناء على حجوزات الطيران لينفاجأوا وفي وقت حرج بالغاء تلك الرحلة وترحيلها الى يوم لاحق وخلال أقل من 24 ساعة ترحل مرة أخرى الى ما بعد 6 أيام دون اخطار المسافرين بوقت كاف لتدبر أمورهم «.
الغريب في الأمر أن ذات الشركة وعندما طلب المسافرون المتضررون من حالة التخبط التي تعاني منها الغاء الرحلة المحددة من قبلها واعادة قيمة التذاكر أبلغتهم بعدم اعادة المبلغ بالكامل واقتطاع جزء منها بدل خدمات رغم أنها هي المسؤولة عن تأخير سفرهم ولم تقدم لهم أية خدمات.
كفاءة الطيران المدني وانتظامه والتعامل بمسؤولية عالية مع المسافرين واحترام خصوصيتهم والحرص على مصالحهم وأعمالهم وراحتهم كلها عناصر أساسية لنجاح أي شركة طيران ولعل اخفاق شركاتنا المحلية وخسائرها المتصاعدة يعد نتاجا لسوء ادارات الجودة وتجاهل الكفاءات مقابل تولي محاسيب مواقع متقدمة فيها فيما اضطرت خبرات وطنية للهجرة للخارج لعدم انصافها في بلدها واتاحة المجال أمامها للعمل بمهنية وأمانة .
بالتزامن مع الجهود الهادفة لتحقيق التنمية الشاملة واستنادا الى رؤية التحديث الاقتصادي وخطط الاصلاح والتطوير يفترض الانتباه الى تدني جودة الخدمات المقدمة في قطاع الطيران المدني والشركات المحلية ومعالجة الاختلالات التي تؤذي المسافرين والسياح وضط الأداء بما ينسجم مع متطلبات المرحلة .