د.كامل محادين
عبر هذه الحلقات ساتحدث عن بعض رجالات الوطن ممن التقيتهم او عملت معهم في رحلة العمل والعمر معا ولعل د.كامل محادين ابو طارق فاتحة خير هذه الحلقات التي لن تعرف المهادنة وستقول الحقيقة بعيدا عن زخرفها او لي عنقها .
كنت مستشارا اعلاميا لسلطة العقبة الخاصة ومن الطبيعي ان اكون من اوائل من يلتقي كل رئيس قادم للسلطة حين دلفت الى مكتبه الواقع في الطابق الثالث من مبنى السلطة الرئيس هب من خلف مكتبه مرحبا باشا وكأننا التقينا منذ زمن طويل قلت له انا فلان مستشار السلطة الاعلامي وقبل ان اكمل رد بعرف …بعرف وانت صاحب القلم السيال والذي لا يهادن ثم استطرد ليذكر اسماء قرى منسية كثيرة في الطفيلة واقارب لي من معارفه واصدقائه بعضهم انتقل الى رحمة الله وبعضهم ما زال وحين هممت بالانصراف رافقني حتى ابواب المصعد وهو يقول الشغل قادم …بدها شدة حيل .
كامل يجمع بين الصخب والاثارة وبين الشدة واللين قليلا ما يغضب واذا غضب بعد دقائق معدودة يعود باشا مازحا ولم ار في حياتي شخصا بارا بوالديه كما رأيته .
في احدى الاجتماعات بين السلطة ووفد من دولة عربية كان مدار الحديث عن تعزيز التعاون الاستثمار ي بين تلك الدولة ودولة اخرى مسلمة في الاقليم ..وعلى حين غرة انهى كامل الاجتماع وهو يردد …دخلكوا والاردن وين ما اله سيرة وكان غاضبا محتدا ليصفق باب غرفة الاجتماع وهو يغادر وحين سألته عما اغضبه قال شلة همل بدهم “ينطوا ” من فوق الاردن .
كانت مهمته الرئيسة حين قدم الى العقبة رئيسا لسلطتها اطفاء الحرائق كما كان يردد فقد عمت الاعتصامات موانىء العقبة والسلطة وشركات عامة اخرى وقطاع التربية والتعليم وكان الربيع العربي في اوج عنفوانه فعمل على فكفكة الاعتصامات كافة وكان اعتصام الميناء يكلف ما يقارب مليون دينار في اليوم خسائر مباشرة وغير مباشرة فقرر صرف ٢٠ الف دينار لكل موظف يخلي سكنه الوظيفي وصرف حوافز مجزية لكل من يرغب في التقاعد وفك فتيل الازمات كلها التي كانت تعصف بالعقبة .
في عهده اكتست العقبة باللون الاخضر في الشوارع و الحدائق وكان يشرف بنفسه بصفته مختص بعلم” اللاند سكيب ” على تجميل الشوارع وتخضيرها لتكون العقبة الخضراء التي تتكىء على كتف الخليج .
وفي عهده تم احالة عطاءات المواني الجديدة التي تعد من الاعمال الاستراتيجية على المستوى الوطني واعاد ١٥٠ موظفا كانوا قد فصلوا من السلطة الى عملهم مؤمنا لهم استقرارا معيشيا بل اعاد لهم الحياة واعاد الحياة لهم .. وعندما قامت احدى الشركات المتعاقدة مع السلطة بفصل ٩٥ موظفا وعاملا لديها رفض ان يتم اغتيالهم وقطع ارزاقهم فاعاد تعيينهم في شركة النقل التابعة لسلطة المنطقة الخاصة .
كامل المحادين لم يكن من اصحاب الايدي المرتجفة ولم يكن يتردد في اتخاذ القرار او اتخاذ قرار ارضاء حتى ولو كان لرئيس الحكومة نفسه وقد كنت شاهدا على بعض من الطلبات التي تحاول الحكومة فرضها على العقبة فكان يردد اهل العقبة ادرى بشعابها وبحرها
كان صخبه ورفضه ان ُيعّلم عليه احد سببا لانهاء عمله في العقبة فقد اشتدت عليه ضغوطات بعض النواب الذين رفض تلبية مطالبهم وتدخلهم في ادارة السلطة وتضامنت رئاسة مجلس النواب معهم وفي الاجتماع الذي عقد في مجلس النواب اطلق كلمته الأخيرة الرافضة لتدخل السلطة التشريعية في السلطة التنفيذية وانهى الأجتماع قائلا ” اعلى ما في خيلكم اركبوا ” وما هي الا ايام حتى انهي عمله في العقبة التي احب لتخسر الدولة فارسا من فرسانها الذين ما بدلوا تبديلا .