
الدكتور محمد نايف زريقات
إن العالم في تغير مستمر عبر عصور التاريخ، تصعد قوى وتتراجع أخرى، ولا قوي ولا دائم وباق إلا الله، وإن توسع نفوذ قوى وزيادة هيمنتها على العالم، وتسييرها للعالم كما تشاء عبر التاريخ، يحدث خللا وعدم توازن، والله خلق الكون بإعتدال وتوازن، وإن زيادة الهيمنة على العالم تصبح له ردات فعل ليست فقط من قوى منافسة أو أقل منها ببعض الدرجات، وإنما تتململ الدول الأخرى حتى الحليفة أو الصغيرة منها، لأن الضغوط والقولبة والتمادي والتحكم الكبير بمسارات وقرارات حتى التابعين لها، يؤدي إلى ردات فعل أفعال عكسية تململ يتحول إلى تكوين اتجاهات سلبية عن ممارسات التحكم والهيمنة .
لذلك فلتأخذ كل القوى والقيادات في العالم العبر والحكم، أن التشدد والتسلط والهيمنة والابتزاز، ممارسات سلب إرادة الشعوب وقرارات الدول والأفراد، ونهب ثرواتهم، هي قنابل والغام موقوتة ستتفجر بالمتغطرسين والمبتزين والمستقوين والمهمشين لوجود الأخر .
وإن اعتقاد القوي والأقوى أن استخدام القوة والتسلط والهيمنة ستطيل بسنوات لوجوده وسيطرته، اعتقاد خاطئ، لا بل تعجل وتقصر بسنوات وجوده ، وتكون من أسباب ضعفه وانهياره وسقوطه حتى من حلفائه واتباعه .
وإن الذكاء السياسي يكمن في استقطاب الأخر، وتحويله من عدو إلى صديق بالدبلوماسبة والحوار والحنكة، لا بأسلوب الترهيب والتهديد والعقوبات .
كما إن التمادي بالهيمنة والبلطجة والغاء الأخر، ستجبر القوى المستهدفة والقوى المحايدة والمتفرجة والصامتة إلى التكتل والتحالف والتحالف مع عدة قوى لتحمي نفسها، وتصبح منافسة أو أقوى من المتغطرسة، وها هو العالم في كل حقبة زمنية يشهد وسيشهد مخاض ولادة عالم جديد، فغلطة الشاطر بالف مليون غلطة …؟؟؟!!!!؟؟؟