د. راكز الزعارير
يحتفل الشعب الأردني بمناسبة عيد الاستقلال الـ ٧٣ اليوم، ويتباهى وقيادته
الهاشمية ومليكه الطموح عبداالله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الرابعة
بهذه المناسبة الوطنية العظيمة أمام مختلف شعوب العالم الحر كسائر الأمم
الحية والحرة التي تحتفي بمناسباتها الوطنية وعلى رأسها ذكرى الاستقلال من
سيطرة الدول المستعمرة، والذي استعادت فيه الشعوب حرياتها واستقلال
قراراتها وإدارة شؤون شعوبها ومصالحها الوطنية، وانطلقت في برامج
وسياسات مستقلة على راسها بناء الإنسان وبناء الأوطان.
إن أعياد الاستقلال مناسبات محصورة بالدول التي وقعت تحت الاستعمار ووصاية الدول والقوى المسيطرة
في مراحل معينة من التاريخ الإنساني على شؤون الشعوب الضعيفة والمجتمعات ومصادرها الطبيعية
وثرواتها وسيادة قرارها، خاصة تلك الدول العظمى التي كانت تحقق انتصارات في الحروب العالمية مثل
الحربين العالميتين الأولى والثانية.
أما الدول التي لم تخضع لاستعمار الدول الكبرى والمتنفذة في العالم، فإنه لا يوجد لديها مناسبات لأعياد
الاستقلال، وانما هناك مفاهيم ومسميات وطنية اخرى مثل اليوم الوطني او غير ذالك من الأيام ذات الرمزية
التي ارتبطت بمناسبات وطنية وشعبية كبرى.
في المملكة الاردنية الهاشمية ياتي عيد الاستقلال الذي يعتبر رمزاً وطنياً تعتز به قيادة وشعب الأردن كل
عام، لأن الاستقلال الأردني سنة 1946 كان نقطة البداية للمملكة على طريق تاسيس وبناء الدولة الاردنية،
وعلى مبادئ الحرية والقومية واحترام حقوق الإنسان التي رسختها واكدتها مبادئ النهضة والثورة العربية
الكبرى، كان ملك الاستقلال الأردني المغفور له الملك المؤسس عبداالله الأول أحد قادة الثورة الكبرى وهو
الذي ارسى مبادئ الثورة في الوجدان الاردني، واصبحت تلك المبادىء الهوية القومية للشعب الاردني.
ثم خلفه نجله الملك طلال في المملكة الثانية، الذي عزز الاستقلال بالدستور الاردني المعاصر لمرحلة
الاستقلال، وكان من أفضل الدساتير المعاصرة، ورسخ مبادئ دستورية لدولة القانون والعلاقة بين الحاكم
والمحكوم، وعلى راس تلك المبادئ أن الحكم في المملكة الاردنية الهاشمية نيابي ملكي وراثي في سلالة
عبداالله بن الحسين بن علي.
وفي المملكة الثالثة حكم المغفور له الحسين بن طلال قرابة نصف قرن، بنى فيها الأردن دولة مواكبة
لتطورات العصر في التعليم والصحة والخدمات وشؤون الشباب والجيش ومؤسسات الامن التي تعمل وفق
القانون وتحت سيادة القانون، وحدد اهدافها بانها لخدمة الوطن والشعب الاردني والاستقرار والسلام في
الداخل والخارج. واخرج الحسين الاردن من العواصف السياسية والعسكرية التي عصفت بمعظم دول
وشعوب المنطقة، وعزز الاستقلال بتعريب الجيش وانهاء المعاهدة مع بريطانيا، وحقق نصراً باهرا في
معركة الكرامة التي اعادت للاردن والامة العربية كرامتها، وصدت العدوان الاسرائيلي الغاشم على الأردن، ثم
صنع السلام الذى حجم الاطماع الصهيونية تجاه الدولة الاردنية وكيانها. وفي المملكة الاردنية الهاشمية
الرابعة، يقود الملك عبداالله الثاني الاردن نحو الحداثة والمعاصرة لتكون الاردن وشعب الاردن في طليعة
الدول والشعوب المواكبة لتطورات العصر التكنولوجي، والثورة الصناعية الثالثة والرابعة، ونحو تطوير
التعليم والخدمات بما يرتقي الى افضل النماذج الدولية المعاصرة في دولة اردنية مدنية حديثة، فيها اعلى
درجات المواطنة والانتماء للوطن والامة، وقد قدم الملك عبداالله رؤيته للشعب الاردني من خلال اوراقه
النقاشية ومواقفه السياسية المشرفة من القضايا والتحديات الوطنية الاردنية والقومية العربية وعلى راسها
قضية القدس ووصايته على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، والوقوف إلى جانب حقوق الشعب
الفلسطيني الشقيق، ودعمه على مختلف المستويات وفي كل المحافل الدولية لإقامة دولته المستقلة
على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمته القدس الشريف، (الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين) من
أقوال ومبادئ الملك عبداالله الثاني، هنيئاً للأردن استقلاله المجيد.