اضاعت الحرب ما لا يمكن إعادته، آلاف القتلى والجرحى والمهجرين، مئات المدن المدمرّة والملايين من الأحلام الضائعة المسلوبة المقهورة لم تجد طريقها النور وبات الأمل في البقاء وحده سيد المطالب.
عشر سنوات من الحرب والقهر في سوريا، جرح العرب الكبير وسيدّة بلاد الشام، لم تعرف السلام منذ أن تسللت يد الظلم والطغيان لتسرق أمل شعب كامل بالحرية والخلاص، لم تتردد اليد الطاغية ببتر يدّ الأمل والشباب وصوت الحق وثورة القلم والكتاب
صِراعٌ دمويٌّ متجدد وخوفٌ ورعبٌ دائم؛ هكذا قضى ملايين السوريين سنوات الحرب العشر بين النزوح واللجوء ومرارة الواقع، لن تغيب تلك المشاهد القاسية من أذهانهم وربما هي شبحٌ تلاحق أطفالهم ورجالهم ونسائهم وأضغاث أحلامٍ تراود شيوخهم في ليلهم الطويل ،
هي صرخات الأطفال الدامية تحفر الألم في القلوب وتحرق الدم في النفوس، من تحت الركام وعلى حدود النزوح وفي مخيمات اللجوء تناشد الطفولة المسلوبة والمُرّة من أمام خطوط النار القاتلة. من يكفكف الدموع ويضمد الجراح ويزيل الأسى والشجى عن قلوب الأمهات ويمسح غبار الحرب عن جبين الوطن الحزين ويقبّل شمسه الباكية فيعود مشرقًا سالمًا غانمًا تداعب وجنتيه طيور وحمام السلام.