رجل الأعمال احمد الرواقه
لا شك في أن الانقسام الجغرافي، الذي حدث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ في فترة الحرب العالمية الأولى، له آثارا ايجابية على مستوى تنويع القوميات؛ وفقا للمناطق التي يقطن فيها شعب كل منطقة. والتي باتت دولة بعد استقلالها التام؛ والبدء بانشاء اقتصادها الخاص بها. ولكن عدم الالتفات لظهور حركات بدأت في مظهرها الأول دعوية دينية، وحشدت أعضاء كثر وتوسعت في دولا عدة. حيث لم تظهر هذه الحركات نيتها بالثأر للعهد الامبراطوري القائم على الاسلام السياسي، والذي امتد عمره لعدة قرون من الزمن. إلا بعد تغلغلها في مفاصل مؤسسات عدة، والتي تتسم بالتأثير على مستوى جمع الحشود؛ وتلقينهم ما يمكن تلقينه من الشعارات، ووجهات النظر التي تلامس مشاعرهم.
مما أدى بالضرورة الى ضعف النمو الاقتصادي في العديد من دول المنطقة، والتي سمحت بنشوء جماعات تخريبية على أرضها، بينما لم تكن تعلم نيتها المشبوهة وتأثيرها على الحشود آنذاك.
وإن صعوبة التحكم بها بعد مرور عدة عقود على نشأتها، وتوسعها بالشكل التي هي عليه الآن. بات يؤثر سلبا على الاقتصاد المحلي لكل دولة؛ لامتلاء جدول أعمال هذه الجماعات بالتحشيد للوقفات والاحتجاجات، التي تعطل النمو الاقتصادي وتخفت وميض الاستثمار.
لذا فإن الوسيلة الوحيدة لانقاذ شعوب المنطقة، من لعنة الانقسام الجغرافي وتبعاته؛ هي تغليب القومية المناطقية على القومية المحلية. وذلك على المستوى الاقتصادي؛ بانشاء تكامل اقتصادي يجمع اقتصادات المنطقة تحت مظلة واحدة. مما يحقق للشعوب الرفاة ويواكب متطلبات التنمية العالمية، ويجنب المنطقة التخلف عن الركب على المستوى التنموي.
وبذلك سنضمن عودة جزءا من الاندماج، على غرار ما كان حاصلا في زمن العهد الامبراطوري المنصرم. مما يحقن دماء الجموع التي توافق جماعات الاسلام السياسي، والقومية الدينية المصطنعة في فكرها.
رجل الأعمال احمد الرواقه