اسعد العزوني
الأردن …بحجم بعض الورد
ولكن شوكه يدمي كورد الجوري
صحيح أن الأردن كما شدت فيروز”بحجم بعض الورد”،ولكنه شوكه يدمي كشوك وردة الجوري،وهذه حقيقة ربما إكتشفها من ظنوا أن الأردن قيادة وشعبا ، في أيديهم يضغطون عليه لتطويعه متى شاؤوا،وتبين لهم في الأوقات الحرجة أنهم عاشوا في وهم وهذه هي الحقيقة،إذ جربوا ممارسة كافة الضغوط عليه لتحقيق مكاسب لهم على حساب مصالحه ،لكنهم عادوا كالأعمى الذي إشتم رائحة الورد الجوري فأراد قطف وردة ولكن شوكها أدماه لأنه لم يبصر موقع وردة الجوري العطرة فأدمته شوكتها القاسية.
بعد إشتعال الفتنة في سوريا وتنفيذ المؤامرة الدولية عليها للسيطرة على نفطها وغازها ،والتربع على موقعها الإستراتيجي ،كانت الإمبريالية الأمريكية ووكلائها من المراهقة السياسية،يأملون بأن يستجيب جلالة الملك عبد الله الثاني لضغوطهم ويفتح حدود الأردن لتنطلق قوات التحالف الأحنبي لغزو سوريا،وكانت جهة إعلامية غربية كبيرة ،طلبت من أحدهم التعاقد مع العديد من سائقي الحافلات والصحفيين والطباخين وما إلى ذلك ،لينطلقوا في اليوم المعلوم صباحا من عمّان إلى دمشق ظهرا ويتناولوا الغداء هناك،لكن جلالته تمترس خلف موقفه القومي ورفض السماح للتحالف بغزو سوريا،فغضب عليه المقاول الأكبر ترمب ووكلائه من المراهقة السياسية،وفرضوا على الأردن حصارا إقتصاديا.
إستمر المسلسل على هذا الحال ،فكانوا يضغطون بأقصى قوتهم ،بينما كان جلالة الملك يصفعهم بكل ما أوتي من عزم ،فعلى سبيل المثال لا الحصر،ضغطت المراهقة السياسية في الخليج على جلالته لتحقيق أمرين أحلاهما علقم،وطلبت منه المشاركة في الحصار الجائر على دولة قطر الشقيقة وشعبها ،وطلبوا منه قطع العلاقات ،لكنه رفض بكل إباء الرجال ،وإكتفى بتخفيض مستوى التمثيل السياسي مكرها،وجرى مؤخرا كسر الجرة ،وأعيدت العلاقات الأردنية –القطرية بأقوى مما كانت عليه سابقا،وهي تشهد هذه الأيام قفزة نوعية ،تصلح أن تكون مثالا يحتذى في مجال العلاقات الدولية،وكانت المراهقة السياسية قد عاقبت الأردن بفرض حصار مالي وإقتصادي عليه ،ولكن هيهات أن تلين عزيمة الرجال رغم الفقر والحاجة.
مرة أخرى حاولت المراهقة السياسية النيل من الأردن بطلبها أولا من جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ،التنازل لها عن الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،وحاولت إغراءه بمبالغ فلكية ،ولكنه رفض ووجه لهم صفعة أخرى ضمن مسلسل الصفعات التي وجهها لهم في السابق، لأنهم تمادوا وأثبتوا جهلهم المطبق في كافة المجالات،وقاموا بحيلة قذرة مثلهم وهي الإتصال مع شخصيات مقدسية مسلمين ومسيحيين،وعرضوا عليهم إستضافتهم في الرياض ومنحهم مبالغ فلكية ،مقابل إصدار بيان يطالبون فيه بسحب الوصاية الهاشمية من جلالة الملك عبد الله الثاني وتسليمها لولي العهد السعودي،ولكن اللطمة كانت أقوى من قدرة الخد على التحمل،إذ رفض الجميع قبول العرض الذي لا يزال قائما .
جاء دور الحبر الأعظم في مستدمر إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،للضغط على الأردن ،ولكن جلالة الملك عبد الله الثاني مدعوما بموقف الشعب الأردني من كافة الأصول والمنابت ،سجل موقفا أسطوريا ،رغم الإغراءات والتهديدات والتحالفات القذرة بين مستدمرة الخزر في فلسطين وبين المراهقة السياسية التي كشفت عن علاقاتها المتجذرة مع الصهاينة، إبان كانت مستدمرة الخزر فكرة على الورق يحار فيها مؤسس الفكرة ثيودور هيرتزل الذي وافق في إحدى المراحل على قبول أوغندا وطنا قوميا لليهود.
مر الضغط الصهيوني على جلالته بمرحلتين، الأولى عندما قرر الأردن عدم تجديد عقدي الباقورة والغمر وإستعادتهما إلى حضن الوطن ،وكم سمعنا من التهديدات الإسرائيلية منها على سبيل المثال لا الحصر التهديد بتعطيش عمّان ردا على الموقف الأردني،ومع ذلك تجلى الموقف العروبي الحر الأصيل ،وإنتزعنا الباقورة والغمر من براثنهم.
أما مرحلة كسر العظم الثانية فهي التهديد الإسرائيلي بضم الأغوار الأردنية إلى المستدمرة التي تلفظ أنفاسها ،وجاءهم الرد مزلزلا من جلالته ،بأنه في حال نفذوا قرار ضم الأغوار ،فإن الأردن سيلغي معاهدة وادي عربة فورا،وهذا ما أربكهم خبيثهم وأحمقهم ،وها هو القرار معلق ،بأمر من المحكمة العليا ،لأنهم يعرفون من خصمهم.