د.حسام العتوم
بتاريخ 3 كانون اول الجاري من هذا العام 2020، تلقيت دعوة كريمة من إدارة المؤتمر الدولي الاقتصادي الرابع (النسائي الطابع ) وعبر الاونلاين، وتحت شعار ( المرأة والبزنس )، وهو ناطق باللغة الروسية، و مقره لوكسمبورغ للمشاركة في الحوار الى جانب عدد واسع من المشاركين مثلوا 40 دولة عالمية، وبحجم 70 مشاركا من الجنسين.
وجاء حضوري الاعلامي في المؤتمر الى جانب طاقم دبلوماسي مثل السفارة الروسية في عمان وغيرهم مثل صندوق روسكي – مير، ومؤسسة التعاون الروسي، والابحاث والدراسات، والسياحة، والاعمال الخيرية. وهم مع حفظ الالقاب ( بارجيونكوف , بيتوخوف, بوكين , تيتوفا , شيستوفا , جلوشينكو , لينا الخالد, الصقر , وانا) .
هدف المؤتمر الدولي هذا كما عرفت و فهمت لإثراء حوار ,و تحريك عصف ذهني وسط العالم للوصول لافكار بناءة تفيد في تحريك عجلة الاقتصاد حسب حاجات الدول المختلفة , و المؤسسات العاملة فيها . و رغم إستمرار اعمال المؤتمر لمدة ثلاثة ساعات من الخامسة الى الثامنة مساء , الا ان الوقت لم يكن كافيا لكي اشارك كما يجب , ولكي احمل الهم الاقتصادي الاردني الى العالم من خلال منصته الدولية الهامة هذه . لذلك إتفقنا ان ارسل لادارة المؤتمر حزمة افكاري في سلة واحدة , و اضعها فوق طاولته , بهدف البحث عن مخرج مشترك إداري ومالي مفيد لنا هنا في الاردن , و لروسيا , ولكل دولة عالمية راغبة بالتعاون معنا إقتصاديا لما فيه كل الخير لإنساننا الاردني و لدول العالم و شعوبها.
الاردن سيداتي سادتي مملكة ودولة هامة , تقع في صدارة العرب , وسط المنطقة الشامية , و عمقه عربي واسع من حيث الجغرافيا ( الثاني مساحة بعد روسيا الاتحادية – اكثر من 14 مليون كلم2 مقابل اكثر من 17 مليون كلم2 ). وحضارته اوسع (إسلامية – مسيحية ), وفي جوفه حضارات. ومكتنزاته الطبيعية تحت الارض غنية,و انساننا الاردني والعربي معطاء باحث عن فرص عمل نشيطة. ومن الممكن تصنيف الاردن على انه بلد زراعي, ونسبة الصحراء فيه تصل لـ 90% , وصناعاته خفيفة ومركبة . وتعداد سكانه بلغ 10,55 مليون نسمة حسب دراسة لدائرة الإحصاءات العامة عام 2020. و سياحيا الاردن متحف كبير وعريق حضاريا ومفتوح ( البتراء , ووادي رم , و البحر الاحمر , و البحر الميت , و حمامات ماعين , و حمامات الشمال المحاذية لهضبة الجولان , و ام قيس , و اثار جرش , والمغطس ,و الكنيسة الروسية , و محمية الازرق , و غابات جرش و عجلون , و قلعة عجلون , و الكنائس القديمة في مادبا , ومن ابرزها في جبل نيبو ) . وشبكة واسعة من المدن و القرى تمتد على مساحة جغرافية قوامها (342 ,89 كلم2) .و الاردن مطل على فلسطين , والعراق , وسوريا , ولبنان , والجزيرة . ويقيم معاهدة سلام مع إسرائيل منذ عام 1994.
يتمتع الاردن بمخزون طبيعي هائل يستفاد منه للتعاون الاقتصادي في زمن غياب الوحدة العربية الحقيقية . الفوسفات وتغطي 60% من مساحته . وحجم الغاز الطبيعي وصل الى 230 مليار قدم مكعب منذعام 1987 . و البترول محدود ,لكن مخزون الصخر الزيتي بلغ 40 مليار طن . و اليورانيوم بلغ مخزونه 65 الف طن . و السيليكا و مخزونه 13 مليار طن , و يفيد في صناعة الخزف و الطوب . و الطاقة الحرارية الجوفية و التي يستفاد منها في توليد الطاقة الكهربائية . و بناء عليه سادتي في ادارة المؤتمر الدولي النسائي هذا , فأنني اوجز حاجات بلدي الاردن القابلة للتعاون و التشارك الدولي على الشكل التالي و بعد خالص الاحترام وهي :
1.جائحة كورونا COVID 19 )) منذ انتشارها هذا العام 2020 و تغليفها و تلويثها للبيئة العالمية , اثرت سلبا على الاقتصاد الاردني خاصة على نسبة الفقر و البطالة . حيث بلغ الفقر ما نسبته 15% , و المدقع 12% . وبلغت نسبة البطالة 23,5 % ( تقريري الاحصاءات العامة و المجلس الاقتصادي الاجتماعي ) . و لا زالت الجائحة تلحق ضرارا فادحا بصحة الانسان الاردني رغم تراجع ارقامها في الاونة الاخيرة الى( 3116 اصابة , و 51 حالة وفاة ) .الامر الذي يقتضي ان يتعاون الجميع معنا هنا في الاردن إسوة بدول العالم . و املنا كبير بالتعاون الروسي خاصة من خلال فتح مراكز انتاج لقاح كورونا , و المعروف باسم (كوفيد 5 ) , وماتطور عنه وتم تجربته بنجاح , ليصبح متوفرا في السوق الاردني , و قادرا على بعث الطمأنينة وسط إنساننا ,بدلا من التفكير بنقله بالطائرات الى هنا و هو المحتاج لدرجة حرارة -60 لحفظه مبردا .وفي المقابل دراسة فتح مركز لتدريب طلبة الطب المتخرجين من روسيا و من مختلف دول العالم هنا في عاصمتنا عمان . و التعاون في مجال تأمين العلاج الروسي و الدولي الهام و النوعي الى داخل الاردن.
2. الاردن بلد زراعي هام و لديه انتاج وفير من الخضار , و الفواكه , و الحمضيات , و الزيتون , و الموز, و الزيت المحتاجة للتصدير لروسيا و العالم . وفي المقابل حاجتنا لاستيراد القمح كبيرة و ماثلة . و هو ما يتطلب توفير بناء مطار زراعي خاص في منطقة الاغوار و الديسي لهذا الغرض.
3.بدأ الاردن بمشروعه النووي السلمي و البحثي عام 2008 , وتوقف عام 2013 بسبب عدم المقدرة على الوصول لتفاهم مع شركة ( روس اتوم ) الروسية لرغبتها ان تدخل شريكا لا مقرضا للاردن (50,1% للاردن و49.9 % لروسيا ) , وتأمين ضمانة مالية مقدارها 5 مليارات دولار , وهو الامر الذي كان سيرفع سعر الكهرباء على المواطن الاردني . و سبق للاردن ان صرف على المشروع 158 مليون دولار , و تم محاربته إعلاميا ووسط الرأي العام الاردني , ومن قبل إسرائيل التي رصدت التطور التكنولوجي الاردني بدقة , و عملت على إعاقته من الخارج ( مقابلة موقع ” العربي الجديد ” مع رئيس هيئة الطاقة النووية خالد طوقان 271 2020 ). و بما ان المشروع النووي الهام هذا مفيد على مستوى الطاقة و تحلية المياه إستراتيجيا , ادعو هنا الجانب الروسي لمراجعته حساباته الاقتصادية مع الاردن في المجال النووي عبر إعادة جدولة ارقامه ليتناسب مع امكانات الاردن المادية . و شخصيا شاركت في مؤتمر نووي دولي في موسكو عام 2011 , و التقيت وقتها مدير الطاقة النووية سيرجي كيريينكا , وزرت المفاعل النووي ( ادوملا ) في مدينة ( تفير) التي تبعد عن العاصمة موسكو 165 كيلو مترا شمالا , وادهشني تعامل الناس هناك مع المفاعل الذي يقطنون حوله , و بالقرب منه ببرودة اعصاب . و بطبيعة الحال علمت بأنه امن ,و قادر على مواجهة أية ظروف قاهرة صعبة غير مستقرة . وعلمت عند عودتي الى موسكو بأن لدى الروس مقدرة على بناء مفاعلنا الحيوي النووي الخاص بالطاقة السلمية في عمق البحر الاحمر وسط المنطقة الدولية الامنة و المحصنة.
4.الاردن بحاجة ماسة لبناء شبكة طرق من السكك الحديدية ( القطارات ) بين المدن , ومن العاصمة جنوبا تفاديا لمخاطر الطريق الصحراوي كثير الحوادث المؤسفة . و لتشجيع السياحة الداخلية و من الخارج . و ( قطارات خفيفة , وغيرها العاملة على الكهرباء داخل العاصمة و المدن وسط المحافظات.
5.ضرورة إعادة إحياء مشروع قناة البحرين الذي حركته معاهدة السلام الاردنية – الاسرائيلية عام 1994 , واعلن عنه الاردن عام 2002 في قمة الارض في ( جوهانسبورغ ) , ووقع بعد ذلك عام 2013 إتفاقية مع السلطة الفلسطينية و إسرائيل لربط البحر الاحمر بالبحر الميت , بهدف معالجة الاختلال المائي في البحر الميت . إلا أن إسرائيل عادت و اقترحت ربط البحر الميت بالبحر الابيض المتوسط . وهو الذي رفضه الاردن , وقدرت تكلفته انذاك 11 مليار دولار . و بدأ العمل به عام 2015 و توقف .
6. في مجال تعليم اللغة الروسية يحتاج الاردن لفتح معهد تحضيري في حرم الجامعة الاردنية , و غرف صفية للمدرسات و للمدرسين مجهزة بالتقنيات الحديثة المطلوبة خاصة الان في زمن التدريس عن بعد اون –لاين بسبب طول فترة امتداد جائحة كورونا.
7.ثقافيا اصبح مطلوبا بعد تجاوز جائحة كورونا تنشيط الفعاليات الثقافية ومنها الفنية , و الموسيقية , و الرياضية بين الاردن و روسيا و دول العالم.
8.على مستوى الصحافة و الاعلام من الممكن إحياء فكرة اطلاق قناة فضائية عربية ناطقة باللغة الروسية سبق أن طرحها صاحب السمو الملكي الامير الحسن بن طلال في مؤتمر خريجي روسيا و الاتحاد السوفييتي السابق عام 2013 في مدينة مادبا . ومن الممكن ان تكون اردنية بداية , وعلى غرار قناة روسيا اليوم بالعربية من موسكو , وهي المعروفة بموضوعيتها. وفي المقابل يمكن إقتراح تأسيس مكتب صحفي روسي – اردني و دولي في عمان تكون نواته في مركز العلوم و الثقافة الروسي . و بإمكانه ان يحقق خدمة كبيرة للعلاقات الاردنية – الروسية , و العالمية.
شكرا لادارة المؤتمر الدولي ( النسائي ) الرابع في دوقية لوكسمبورغ غرب اوروبا على حسن التعاون والاستماع، وعلى امل ان نصل معكم الى مرحلة التعاون العملي الحقيقي الممكن. وشكرا .