سميح المعايطة
أقل من عشرة أيام وتكون نتيجة الانتخابات الأمريكية قد ظهرت، فقد بدأت بشكل مبكر وصوت ملايين الأمريكيين ويتم استكمالها في الثالث من الشهر القادم.
ولعل هذه الانتخابات من المرات القليلة التي ننتظرها في الأردن، ليس لأن التنافس بين عدو لقضايا العرب ونصير لها بل لأن من سيفوز يحتاج إلى إدارة أردنية مختلفة المرحلة.
ترامب لم يكن مهتما كثيرا بمنطقتنا إلا بما يخص إسرائيل، ففعل أكثر مما توقع اليمين الصهيوني من نقل السفارة إلى ملف الاستيطان إلى فتح أبواب عواصم عربية عديدة أمام إسرائيل عبر اتفاقات ومعاهدات تحت عنوان السلام مقابل السلام، وإذا ما فاز مرة ثانية فسنرى مزيدا من العرب والمسلمين يوقعون اتفاقات.
الأردن دولة متحمسة لعملية السلام لكنها تريد سلاما نهايته إعطاء الفلسطينيين حقوقهم وأهمها الدولة الحقيقية، وهذا بالنسبة لنا في الاردن مصلحة أردنية داخلية، لكن ما يفعله ترامب لا يحقق السلام الذي يحقق مصالح الفلسطينيين والأردن، ربما لم يتم الضغط على الأردن لتأييد ما يجري لكن الضغط الحقيقي والعملي سيكون اذا ما استمرت عملية توسيع علاقات إسرائيل مع العرب دون أن تقدم شيئا للفلسطينيين، وعندها سيفقد الأردن اي سند عربي لمواجهة سياسة إسرائيل في قتل السلام الحقيقي.
اليوم ليس هنالك دولة عربية في المحيط رفضت مشروع ترامب، والأردن يقول انه مع السلام الذي تقدم فيه إسرائيل ثمنا هو حقوق الفلسطينيين، لكن إذا توسعت دائرة علاقات إسرائيل العربية بعد فوز ترامب فهذا يعني وقوف الأردن وحيدا في مواجهة ما تفعله إسرائيل، ويعني ان على الأردن إما اختيار الوقوف وحيدا وإبقاء علاقاته مع إسرائيل باردة، أو الذهاب إلى تسخين هذه العلاقات السياسية وإعادة الدفء لها وكلا الأمرين ثمن يدفعه الأردن.
أما فوز بايدن وعودة الحزب الديمقراطي للحكم فهذا قد يخفف سرعة مشروع ترامب او يلغيه، مع ان إسرائيل لن تسمح بوقف هذه المكاسب، لكن الديمقراطيين لهم برنامجهم الذي عرفناه جيدا في فترة الربيع العربي وعلى دول المنطقة دفع فواتير قدومهم في شؤنها الداخلية.
من الطبيعي أن يكون هناك ترقب لما سيحدث في واشنطن فالأمر له استحقاقات وبخاصة في هذه المرحلة التي يغيب فيها الحد الأدنى من التوافق العربي بل تتعاظم في كل بلد أزمات وأزمات.