الدكتور أحمد منصور الخصاونة
لقد سطَّرت العلاقات الأردنيَّة القطريَّة، على مدى عقود مضت، أروع الأمثلة على بناء وشائج التلاحم والترابط التاريخيِّ التي تعكسها علاقات راسخة بين هذين البلدين التوأمين، وذلك على مختلف الصُّعد والمجالات السياسيَّة والاقتصاديَّة والثقافيَّة. وهي علاقات ترتكز على الأخوَّة والاحترام المتبادل والحرص المشترك على تنميتها بفضل توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وسمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، حفظهما الله ورعاهما.
شكَّلت زيارة سموِّ الأمير تميم بن حمد آل ثاني التاريخية الأخيرة إلى الأردن عرين صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، امتدادًا للتواصل الدائم بين القائدين المظفرين، سواءٌ أكانت لقاءات ودِّيَّة أم على هامش المشاركة في المحافل الدولية والعربية، أم في زيارات خاصة، علاوة على الاتصالات والرسائل الدائمة والمستمرة بين القائدين، وهي تعكس، في مجملها، عمق العلاقات وتجذُّرها بين البلدين قيادةً وشعبًا ونخبًا. وهي تُشكِّل من ناحية أخرى، تتويجًا لمسيرة العلاقات الثنائية وتعزيز التنسيق والتشاور بين البلدين تجاه مختلف القضايا والشؤون البينيَّة والعربيَّة والدوليَّة، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك؛ لما فيه خير البلدين الشقيقين. وهي زيارة تأتي في إطار حرص جلاله الملك وأخية سمو الأمير على دفع العلاقات المتميزة والمتجذرة تاريخًا وأصالة وثقافة؛ لتجسد الهُوية والقيم العربية والإسلامية الراسخة، وتعمِّق أواصر التعاون والمحبة والإخاء بين أبناء ومؤسسات ونخب الشعبين التوأمين.
ومازال الأردنيون يستذكرون انطلاقة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التوأمين على مستوى السفراء عام 1972م، حتَّى غدت هذه العلاقات محطَّ فخرٍ واعتزازٍ في نفوسهم، لما شهدته هذه العلاقات من نموٍّ وتطورٍ ملحوظين في مختلف مناشط الحياة ومستجداتها، وذلك بفضل الرُّؤى الحكيمة التي تتمتع بها القيادتان الحكيمتان، حتى باتت أنموذجًا مميزًا في العلاقات الأخويَّة العربيَّة. وقد شاطر الأردن توأمته دولة قطر، الاحتفاء بمنجزاتها التاريخية التي تحققت على ساحتها عبر مسيرة بناء الدولة الحديثة، فلم يألُ الأردنيون جهدًا في رفد البلد الشقيق بالكفاءات التعليمية والقضائية والاقتصادية والعسكرية بأفضل النُّخب الأردنية المدرَّبة والمتسلِّحة بأحدث الخبرات والكفاءات العلمية المختصة، إيمانًا واعتقادًا راسخًا في نفوس أشقائهم الأردنيين بأهمية ودور التشاركية في مسيرة بناء نهضة الدولة القطرية الحديثة، حتى غدت دولة قطر في مصافِّ الدول تقدمًا وازدهارًا وسمعةً، قلَّ نظيرها بين دول العالم.
يأتي اليوم الوطني القطري الذي يصادف الثامن عشر من شهر ديسمبر 2022، مناسبة عزيزة على قلوب الأردنيين، وهم يشاطرون أشقائهم القطريين الفرح والابتهاج بهذه المناسبة، التي تتجلى فيها معاني الفخر بالوطن والوفاء للأجداد والآباء ولتضحياتهم الخالدة، والاعتزاز بالقيادة الحكيمة قائد مسيرة الإنجازات والتنمية والمستقبل الزاهر حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله ورعاه.
لقد ساور الأردنيون قيادةً وحكومةً وشعبًا، معاني الفخر والاعتزاز؛ بما تحقق على أرض قطر الشقيقة من حدث عالمي تمثَّل في إقامة مونديال كأس العالم 2020 على أرضها، وإذ نشاطر الأشقاء في قطر التاريخ والمجد في دورهم العالمي الذي أبهج القلوب وأسعد المهج، جراء تنظيمهم الأمثل لهذا المونديال العالمي، الذي عكس هُوية الأمة وإرثها الحضاري والثقافي، وبما قدمته دولة قطر من روعة التنظيم، وحفاوة اللقاء، وكرم الضيافة العربية، وأصالة القيم العربية والإسلامية والإنسانية، الأمر الذي هيَّج في نفوس أبناء الأمة العربية الواحدة مشاعر الغبطة والاعتزاز والفخار بدور المجتمع العربي وتأثيره في المشهد الدولي؛ ليعيد للأمة دورها الحضاري والتاريخي والثقافي في عصور مجدها الذهبية. ولا يسع الأردنيون في ظلِّ صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين- حفظه الله ورعاه- إلا أن يتقدموا من أشقائهم القطريين بأسمى آيات التهنئة والتبريكات بمناسبة اليوم الوطني القطري، متمنين لدولة قطر الشقيقة قيادةً وشعبًا ونخبًا مزيدًا من التقدم والازدهار والسؤدد في ظل صاحب السمو الأمير تميم بن حمد أل ثاني- حفظه الله ورعاه.