بلال أبو الهدى
الإنسانِيَّة : خلاف (البهيميَّة والتي مشتقة من البهائم والدواب).
والإنسانِيَّة جملة الصفات التي تميِّز الإنسان أو جملة أفراد النوع البشريّ التي تصدق عليها هذه الصفات، وهي في نظر العالم أوجست كونت: تؤلف كائنًا جماعيا يتطور مع الزمن. والإنسانية عند العالم كانط: هدفُ الأخلاق وأساسُ فكرة الواجب الإنساني من أي إنسان لأخوه الإنسان. والإنسانية في الإسلام هي: عاطفة سامية، لا تعرف وطناً ولا قوماً ولا جنساً ولا لوناً، بل ينضوي تحت جناحها العالم الإنساني كله، مما جعلها كما قال المنفلوطي رحمه الله: هي أقرب الجامعات إلى قلب الإنسان، وأعلقها بفؤاده، وألصقها بنفسه، لأنه يبكي لمصاب من لا يعرف. فالقيم الإنسانية تشمل القيم التي استقرت عليها الشعوب وهي كثيرة مثل الصدق والاحترام والوفاء بالعهد وجبر الخواطر والعناية بالكبير والعطف على الصغير والعدل وعدم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان والمساواة واحترام الصغير للكبير واحترام المرأة والقانون والعلم والقراءة والمعرفة وإعانة المريض وتقديم النصح والإرشاد والتوجيه لمن يحتاج ذلك. ومساعدة الضعيف وإكرام الضيف والحديث بصوت منخفض وإماطة الأذى عن الطريق وغض البصر عن المحرمات وعدم إلحاق الضرر بأي مخلوق من مخلوقات الله … الخ. وما يحدث الآن ومنذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى تاريخ كتابة ونشر هذه المقالة من منع للماء والكهرباء والمعونات الإنسانية من أدوية ومعدات طبية وطعام وشراب ومن قصف بالطائرات بأفظع أنواع القنابل لأهل غزة المدنيين وحتى دور العبادة والمستشفيات والمدارس والإبادات الجماعية للأطفال والنساء والشجر والحجر والحيوانات … الخ، لا يمت كل ذلك بأي صلة لأبسط قوانين الإنسانية. لقد تحركت ضمائر معظم شعوب العالم غير الإسلامية والعربية ورفعت حكومة جنوب أفريقيا على دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي شكوى لما يحدث من إبادات جماعية ودمار للمنازل والبنى التحتية وتهجير للمواطنين من شمال ووسط قطاع غزة لجنوبها لدى محكمة العدل الدولية وكسبتها. إلا أن دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي لم تستجب لقرارات المحكمة الدولية وتمادت في الإبادات الجماعية والإستمرار في قصف كل ما ذكر في قطاع غزة. فإلى متى سيتم الضرب بعرض الحائط بقرارات المحكمة الدولية والجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الامن من قبل قادة دولة ا ل ك ي ا ن ا ل ص ه ي و ن ي. ولمن وضعت هذه القوانين؟!. أليس هناك تذمر من قبل معظم قادة دول العالم الشرفاء من هذا التصرف ومن التعامل بمعايير مختلفة في المنظمات والمؤسسات الدولية؟!. أليس في هذا ظلم للآخرين وأن الظلم عواقبه وخيمة على الظالمين ومن يساعدهم على ظلمهم؟!. أليس هذا التصرف سيؤدي إلى الكره والحقد الكبيرين على ا ل ي ه و د من جديد من قبل جميع شعوب العالم في دول أوروبا وأمريكا وغيرها من الدول كما كان سابقا، بل اكثر مما كان عليه من قبل تأسيس كيانهم في فلسطين؟! وهم في غنى عن ذلك.