أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
سبحان الله العظيم خالق هذا الكون بما فيه ومديره ومدبره منذ بداية خلقه حتى نهايته بلا كلل ولا ملل (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَىٰ أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَىٰ بَلَىٰ إِنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (الأحقاف: 33)، (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ (السجدة: 5)، (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الحديد: 4)). والله خلق كل ما في الأرض جميعا لعباده (هُوَ ٱلَّذِى خَلَقَ لَكُم مَّا فِى ٱلْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰٓ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍۢ وَهُوَ بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ (البقرة: 29)). والله علم الإنسان ما لم يعلم ليدير أمور حياته في الدنيا على أكفأ وأكمل وأتم وجه ولصالحه ولصالح من حوله (عَلَّمَ ٱلْإِنسَٰنَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق: 5)). ويعلمنا الله عن طريق نصر بعض الناس على بعض حتى تدار الأمور كما يجب ويعلمنا من ذلك أنه على كل من لا يدير الأمور تحت مسؤوليته بشكل جيد وبما فيه المصلحة العامة لعباده لا بد من إزالته وتجريده من المسؤولية ( فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (البقرة: 251)). فكثيرا من المسؤولين تم تعيينهم وإيكال المسؤولية في إدارة بعض المؤسسات الحكومية المهمة لهم بالواسطات للأسف الشديد. والحقيقة أنهم لا يحسنون في إدارة أمور حياتهم الشخصية، فكيف يتولون إدارة مؤسسات مهمة؟! ويتخذون فيها قرارات في غير مصلحة المؤسسة؟! وتضر بالمؤسسة ودوائرها، وذلك لخلافات شخصية بينهم وبين بعض الأشخاص في مؤسساتهم. نضرب مثلا على الجامعات: عهدنا عدة قضايا في بعض الجامعات تم إتخاذ قرارات ألحقت الضرر في أعضاء هيئة التدريس في كلية من كلياتها وأقسامها، وذلك لخلافات شخصية بين رؤساء تلك الجامعات وبعض أعضاء هيئة التدريس في بعض كلياتها وأقسامها.
فهناك قضية واضحة وضوح الشمس في وضح النهار في فصل الصيف. لقد أعطي أحد أعضاء هيئة التدريس 6 ساعات من عبئه التدريسي أون لاين من قبل قسمه وكليته لعذر مرضي قاهر وهو قطع في وتري الأصبعين الخنصر والبنصر والتهاب شديد في مفصل رسغ اليد اليمنى (أي لا يستطيع إستخدام يده اليمنى). وقدم طلب عن طريق قسمه وكليته لرئيس الجامعة للموافقة له على تدريس ما تبقى له من عبئه التدريسي 3 ساعات أون لاين، ليخفف عن زملائه في أقسام كليته ولا يحملهم فوق طاقتهم لتدريس شعب مساقاته عنه لأنه عنده إجازة مرضية. لأنه يستطيع تدريس شعبه اون لاين مستخدما الماوس بيده اليسرى، إلا أن رئيس الجامعة أثر على أعضاء مجلس العمداء عند نقاش طلبه في المجلس وتم رفض طلبه أول مرة وثاني مرة رغم توثيقه بالتقارير الطبية المعتمدة للأسف الشديد لأسباب شخصية. وآثر رئيس مجلس العمداء وأعضاء المجلس أن يلحقوا الضرر بأعضاء هيئة التدريس بالكلية وأقسامها عن طريق إجبار عضو هيئة التدريس أخذ إجازات مرضية، ويتحمل بذلك أعضاء هيئة التدريس في الكلية تدريس شعب مساقاته أو يتم تكليف أشخاص آخرين من خارج الكلية أو الجامعة ودفع لهم رواتب إضافية. فهل هذا قرلر إداري صحيح؟!. فأتساءل من وضع القوانين؟ أليس رئيس وأعضاء مجلس العمداء؟!. أليس هناك إستثناءات لكل قانون؟!. هل قوانين رئيس وأعضاء مجلس العمداء قرآن لا إستثناءات له؟!. أين الإدارة الناجحة التي تنظر لمصلحة الفرد والجماعة والمؤسسة أولا؟!. أليست هذه الإدارة يجب دفعها بإدارة اخرى وفي أسرع وقت ممكن؟!، حتى لا تفسد الأرض؟! كما ذكر الله في الآية 251 من سورة البقرة آنفة الذكر؟!. علما بأن كل ما ذكر موثق بالوثائق الرسمية وبتقارير الأطباء المعتمدين من المستشفيات المعتمدة لدى الجامعة. أين ديوان الرقابة والتفتيش؟! أين ديوان مكافحة الفساد من هدر إمكانات
المؤسسات؟! والافراد؟!.