اسعد العزوني
ويزيّن اتفاق التطبيع مع الصهاينة
حقيقة واحدة وثابتة في الوطن العربي ،وهي أن العفن والخراب ليسا في عقل صانع القرار فقط،بل يعششان أيضا في الاعلام الذي يزيّن العهر ويطلق عليه صفة القداسة،وظهر ذلك جليا في اعلام الامارات التي أشهرت بالأمس اتفاقا تطبيعيا مجانيا غير منطقي ولا مبررا ، مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية التلمودية ،تدشينا لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي لخصه الثعلب الماكر شيمون بيريز بأنه “تلاقح المال العربي “السائب” مع العقل اليهودي “الذكي”.
لن أناقش الأسباب التي دعت حكام الإمارات لاقتراف جريمتهم ،لأنني لست معنيا بصراعهم مع السعودية وإنهم أرادوا توجيه ضربة للقيادة السعودية ،وايصال رسالة لواشنطن أن الإمارات هي “قديشهم” الذي يجب أن يعتمدوا عليه بدلا من السعودية ،لأن أبو ظبي أنجزت التطبيع علانية وبضربة واحدة ،في حين أن قيادة السعودية تمهد له منذ أكثر من ثلاث سنوات دون ان تشهره رسميا.
ما يهمني في هذا الموضوع هو أن الإعلام الذي يجب ان يكون حارسا أمينا وقاضيا نزيها بخصوص السياسات المتبعة ،وينتقد ولو جزئيا ما قام به ولي عهد أبو ظبي من جريمة نكراء بحق التاريخ أولا ،مع معرفتي بحقيقة الاعلام العربي عموما،لكن الإعلام الإماراتي المتصهين نصّب نفسه “حامل بشكير”،وأقدم على تزوير الحقيقة ،ربما ظنا منه أن أحدا في العالم العربي لا يقرأ ولا يعرف أين تقع إمارات ساحل عمان المتصالحة ،أو انه تخيل أننا نعيش في العصر الحجري.
جاء في تزوير الإعلام الإماراتي للتاريخ ما يثبت جهلهم، رغم أنهم يرطنون حتى “الأوردو” التي تعلموها من الخادمات الهنديات،كما أنهم أثبتوا جهلهم المطبق بحقيقة الصراع في المنطقة ،واستخدموا حقائق مرة لتمرير خيانتهم ،وقالوا:”72 سنة متاجرة بالقضية في الفلسطينية…أكثر من 2 بليون دعم من دول الخليج ..أكثر من 120 ألف شهيد..أكثر من 12 مليون لاجيء…ومتر واحد لم يحرر…لكن اتصالا واحدا واحدا محمد بن زايد يجمد التمدد الاسرائيلي،ويفتح أبواب المسجد الأقصى للمسلمين..ويقطع آمال المتربحين على القضية.”
وفي صورة أخرى من صور تزوير الحقائق ورد:”الإمارات تنصر القضية الفلسطينية بحكمة قيادتها…نجحت الإمارات بفضل حكمة قيادتها وإخلاصهم في نصرة القضية الفلسطينية.”
وتوسع التزوير في نفس الصورة من خلال عناوين بارزة تقول:”بيان أمريكي اسرائيلي إماراتي يوقف المساعي الاسرائيلية لضم أراضي الضفة الغربية المحتلة….التأكيد على ان قضية فلسطين هي القضية الأهم للعرب والمسلمين”وهذه ضربة في الصميم للقيادة السعودية التي عمّمت شعار “الكضية الفلسطينية ليست قضيتي”- كما ان قادة اسرائيل يتبجحون بناء على مواقف بعض دول الخليج إن القضية الفلسطينية لم تعد قضية تهم العرب -..دولة الإمارات حريصة تماما ولأبعد الحدود على مصالح الشعب الفلسطيني .
نذكر الإعلام الإماراتي بأن أبوظبي قامت باختراق كبير قبل سنوات ،بتسريبها عقارات مقدسية للمستدمرين الإسرائيليين ،بعد شرائها من فلسطينيين بحجة اعادة تأهيلها والحفاظ عليها من المصادرة،ورد عليها المقدسيون آنذاك بمقاطعة خيمة الإفطار الرمضانية الإماراتية وبث صور لها خاوية لا صائمين فيها ينتظرون أذان المغرب.
أما بالنسبة للصلاة في الأقصى التي يتبجح بن زايد أنه فتح الأقصى للمصلين المسلمين ،الذين سيتم نقلهم من أبوظبي إلى تل أبيب على متن الطائرات الاماراتية ،وهذه عملية استثمارية بحتة من خلال الخيانة وتندرج ضمن ملف استثماري كبير،وقد نشرت تغريدات إماراتية تقول للإماراتيين:”إلى تجارنا الأعزاء إسرائيل أرض خصبة تنتظر استثماراتكم ..ابصقوا على المعتوه أردوغان وبعض العربان من حريم السلطان ..تل ابيب هي الملاذ الآمن ..بلد القانون والنظام…اسرائيل!!!!وقد رد عوض زيدان على هذه التغريدة :”وهل بلادكم ليست خصبة للاستثمار أم أن فلسطين دائما هي المتاجر بها وبأرضها وخيراتها وهل بلادكم أيضا ليست ملاذا آمنا لكم وليست بلاد قانون ونظام؟ونطق ناطق من أهله”انتهى.
ربما يحتاج حكام الإمارات لتذكيرهم أنه لا يجوز لعربي أو مسلم شد الرحال إلى القدس وهي تحت الاحتلال ،لأن دخوله اليها يجب ان يكون دخول الفاتحين والمحررين وليس دخول المنبطحين.
صحيح ان هناك من تاجر بالقضية الفلسطينية وبنى ملكا وجمع مئات المليارات من الدولارات من خلالها،لكن تربح الإمارات منها بات مكشوفا لتعويض خسائرها في اليمن وليبيا وما قام به رجل الأعمال الهندي شيتي،إذ لم يعد خفيا ذلك كما أسلفنا في عملية نقل المسلمين من أبو ظبي إلى تل أبيب ،وهذه ليست صلاة بل هي دعارة سياسية وعملية إستثمارية وضربة قاضية لكل من السعودية صاحبة مبادرة السلام العربية التي عجزت عن تسويقها لاسرائيل،كما انها ضربة قاصمة للأردن صاحب الوصاية الهاشمية على المقدسات العربية في القدس المحتلة،وقد حققت الإمارات ما عجزت عنه السعودية في مجال المساس بالوصاية الهاشمية منذ خمسين عاما.
أما القول بأن اتصالا واحدا من محمد بن زايد أوقف ضم إسرائيل للأغوار،فهذا افتراء كبير لأن النتن ياهو أكد فور الاعلان عن الاتفاق الخياني أنه متمسك بخطته ،كما إن مسؤولين أمريكيين كبارا أكدوا أن تجميد الضم لا يعني ايقافه،ناهيك عن ان صاحب القاهر والظافر لم يحرر شبرا واحدا من فلسطين،فما بالك بالإمارات.
لقد رفض الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات خطوة الإمارات الخيانية ،وستكون هناك وقفة فلسطينية بعد غد الإثنين أمام سفارة الإمارات في كوبنهاغن بالدنمارك تعبيرا عن الرفض المطلق لهذا الاتفاق الخياني ،وهناك نكتة فلسطينية
تقول انه بعد ان عجز النتن ياهو عن ضم الأغوار لجأ إلى ضم الامارات.
تستحق الإمارات هدايا من نوع خاص على جريمتها نولا ادري ما هو سبب تاخر هذه الهدايا .