الدكتور محمد القرعان
إن إعلامنا لا زال يعاني من ضعف في نقل الصورة الحقيقة لمجتمعاتنا والتحديات التي تواجهها المنطقة العربية وما يواكبها من تغيرات عالمية متسارعة مما تضعنا أمام اختبار حقيقي في إيجاد حلول تتسم في الإبداع والابتكار.
وان قدرة الإعلام تتمثل في إيجاد سياج قيمي وأخلاقي ومعرفي يحمي هذه المجتمع وخاصة فئة الشباب من الانزلاق في قوى الظلام والارهاب وتدمير هذه المجتمعات وهو التحدي الحقيقي الذي يواجه الإعلام الوطني في التصدي لدور تلك الجماعات الارهابية ودورها السلبي بترسيخ مفهوم جديد يؤّسس لتشكيل توجهات جديدة عند الشباب مما يساعد على نشوء ثقافات فرعية لدى هذه الفئة تتعارض مع ثقافتنا فكراً ومضموناً، مستغلاً حالة الفراغ الفكري والروحي عند النشئ الجديد.
وقد بدأ بملء هذا الفراغ عندهم بزراعة الأفكار الظلامية بعقولهم والشواهد كثيرة على هذا، وقد تكون هذه الأسباب من أكثر الأسباب شيوعاً والتي ساهمت بشكل سلبي بترسيخ نشوء الثقافات الفرعية وأسست لحالة الغزو الثقافي بإدراكه أحياناً وبعفوية بأحيان أخرى، وهنا ينبغي تحديد الأطراف الرئيسية التي يجب ان يقوم بها الاعلام للتصدي لهذه الافكار الظلامية ويتم تحليلها.
لذا فان الإعلام في ظل العالم الرقمي الجديد يناط به أدوار جديدة فرضت عليه وهي في غاية الاهمية ولا سيما في هذا المرحلة التي يعاني منها العالم باسره من الارهاب والتطرف وأنسياق الشباب وراء أفكار جماعات متطرفة ارهابية لا تريد للبشرية خيرا سوى الدمار والقتل والدم.
ويتمثل هذه الدور الجديد من خلال توظيف جميع اشكال وسائل الاعلام بما فيها الوسائط الرقمية في ملء الفراغ الفكري لدى الشباب الاردني ضد جميع مظاهر الارهاب وصور التطرف وتعزيز هذا الفكر بجوانب الامل بالمستقبل والطموح.
ويتاتى ذلك من خلال تحسين الصورة الذهنية لدى هذه الفئة المهمة في المجتمع للنهوض بمجتمعنا في ظل حالة الفراغ الفكري لديهم ومن خلال المجالات المتصلة بجوانب توظيف وسائل الإعلام بتحقيق الأمن الفكري للفئة الشبابية الى جانب ادوار المتعلقة بالاسرة والمدرسة والمسجد الى غير ذلك من المؤسسات التي يمكن ان تلعب ضمن دائرتها في هذا المجال تبعاً لمسؤولياتها.
وتتلخص تلك المهام والاداور المتعلقة بالإعلام في تحسين الصورة الايجابية فيما يتصل بالأدوار الجديدة لأنواع الإعلام الرقمي بالعمل الدائم على بيان الصورة الحقيقة للمجتمع الاردني وثوابت الدولة الاردنية وتسامح مجتمعاتنا العربية لدحض الصورة النمطية لدى الشباب في ضوء المتغيرات المعاصرة ومراقبة انفتاح الإعلام الرقمي على العالم وخاصة وكالات الأنباء العالمية لتوعية الشباب من خطورة ما يتم عرضه وتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال ومواكبتها لتحسين الصورة عن المجتمعات، وتطبيقها في كل مراكز ووسائل وأنواع الإعلام بما فيها الرقمي والالكتروني، إضافة إلى توفير مصادر معرفية متنوعة، مثلم
المراكز الالكترونية والورقية، وتوفير قاعدة بيانات وإحصائيات تخدم توجهات ومتطلبات الشباب للنهوض بهذا الفكر نحو الريادة والابداع.
وتكمن المشكلة في كيفية التصدي لتصحيح الصورة المتوارثة لدى الشباب عن مجتمعاتنا العربية وقتل روح الابداع والامل لديهم وحمايتهم من الأفكار الظلامية الذي تقدم له من خلال الإعلام بأنواعه كافة ومن الاهمية معرفة علاقة الإعلام بكافة صنوفه بالتحولات المتسارعة لمجتمعاتنا العربية بعد الثورة التكنولوجية الحديثة ومدى تأثيره عليهم لتحقيق الأمن والأمان ضد الخوف وزواله للوصول الى حالة الإيمان والأمانة في نفوسشبابنا.
وقد اولت قيادتنا الهاشمية شبابنا جل اهتمامها وامرت بوضعهم على سلم الاولويات والاجندة الحكومية والوطنية تعليما وتمكينا وتاهيلا لايمان جلالة الملك بقدرتهم على الابداع وتخطي الصعاب والتغلب على لتحديات ورسم مستقبل زاهر مفعم بالامل والامان.