عاهد الدحدل العظامات
لم تعد الانتخابات في الاردن كما كانت في السابق يوم وسيرحل, قد تحدث إشكاليات وخلافات بين فئات المجتمع على مرشح ما ولكن تلك الخلافات لم تكن أشدُ وطئتا مما يحدث اليوم في ظل الرغبة الجامحة عند الأغلبية لخوضِ غمارها والحصول على منصب من خلالها. وهنا لن اُشكك في نوايا الناس ولكن أجزم أن الكثير منهم أراد المشاركة وترشيح نفسه ليس لداعي خدمة الوطن والناس وإنما لخدمة نفسه وقضاء حاجاته لا حاجات من كانوا سبب إيصاله, بل ما هي إلا وجاهة وتشييخ وتشريف وللحصول على المال وميّزات المنصب لا أكثر والغريب بالأمر أن هناك اُناس لا يفقهون من العلم شيئا ولا يستطيعون كتابة جملة مفيدة دون أخطاء أسماؤهم من بين المرشحين أنفسهم وقد ينجحون ويسقط صاحب الكفاءة المُقتدرة على تقديم الخدمة للوطن وللمواطن.
في هذا الزمان لم تعد الانتخابات عملية إنتخابية يُختار فيها الأكفأ والأجدر على تحمل أمانة المسؤلية بل صارت مجاكرة ومعامدة. بل أنهم ينظرون لها كدكان بلا بائع الكل يريد أن يدخلها ليسرقها ويأخذ منها ما يريد فلا برامج ولا خطط ولا ما يحزنون حتى شعاراتهم أصبحت مقرفة ومستفزة لا معنى لها ولا لها أصل لدرجة أني أظن بأنهم سيدخلون على معركة طاحنة عندما يطلبون فزعتي لأنتخبهم وأكون سبيل وصولهم للمكانة التي لا يستحقونها.
ما هي عملية ديمقراطية بقدر ما أصبحت سباق عشائري للحصول على أكثرية المقاعد فما تزال مشكلتنا أننا نُبدي أنفسنا ومصلحتنا الشخصية على مصلحة الوطن العامة. ولا زال أغلبية الشعب الاردني يجهل مفهوم الإنتخابات الصحيح وأنها وجدت لإختيار الأصلح وإيصال الأقدر على تحمل المسؤلية.
الإنتخابات بكلِ أشكالها في الاردن باتت سببَ إثارة الفتن ونشوء الخلافات والمُهاترات وتفكيك أواصل المحبة بين أبناء المجتمع الواحد في زمن ما تسمى بالفزعة التي لم نتخلص منها لغاية الآن سيما وأنها قد تكون سبباً في وصول من لا يستحق الى مناصب المسؤلية
في ظل ما تشهده المملكة هذه الأيام من حراك إنتخابي عشائري ضيق إستعدادا لإنتخاب المجالس البلدية واللا مركزية وما اُشاهده يحصل لا أعتقد أننا سنُحقق نجاحاً في إختيارنا للأمثل والأصل والقادر على خدمتنا سيما وأننا شعب لا يتعلم من أخطائهِ السابقة.
في زمن الفزعة باتت الإنتخابات لا تجمعنا على الكلمة والموقف بل تفرقنا وتنبتُ في داخلنا الحقد والكراهية لبعضنا البعض
في زمن الفزعة حتى البهايم صارت ترغب بأن تترشح وتصل بواستطنا لتتحكم بنا.