الدكتور فخري النصر
الإرهاب هو أي عمل يهدف إلى ترويع فرد أو جماعة أو دولة بغية تحقيق أهداف لاتجيزها القوانين المحلية أو الدولية,ويعرف على أنه عنف سياسي متعمد، أو التهديد به ،بهدف زرع حالة من الخوف المستمر والمتخطي للحدود الدولية وبث الرعب، ويستهدف الأهداف المدنية، كما تخطط له وتنفذه أطراف فاعلة دون الدول.
الإرهاب مصدر أرهب يرهب إرهاباً ,والإرهاب والخوف والرعب كلمات متقاربة تدل على الخوف إلا أن بعضها أبلغ من بعض في الخوف وإذا تتبعنا هذه المادة في القرآن الكريم مادة رَهِبَ أو أرهب وجدناها تدل على الخوف الشديد قال تعالى ( وإياي فارهبون ) أي خافوني , وقال تعالى ( ويدعوننا رغبا ورهبا ) أي طمعا وخوفا , وقال تعالى ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ) أي تخيفونهم .
والارهاب ظاهرة قديمة جديدة ,استخدمته الدول الغربية في استعمار الدول العربية ونهب الخيرات والثروات , ولازالت الى حد الان مرهبه ومسيطرة على العالم الثالث من جميع الجوانب الفكرية الاقتصادية والسياسية والتكنولوجية .
ومن ظواهر الإرهاب المتعولم اليوم، أن الدول الغربية تصدّر الإرهابيين إلى العالم الإسلامي! صحيح أنهم مسلمون، ولكنهم يحملون الجنسية والمواطنة لدول غربية و وهذا ما نلاحظة من قيادات داعش في العراق وسوريا وليبيا.
والمسيطر على الارهاب اليوم امريكيا واسرائيل ,واصبح الارهاب سلعة عالمية (عولمة الارهاب ) تصدر وتباع في الاسواق العالمية من اجل تحريك سوق الاسلحة والذخائر بالتالي يعتير مصدر دخل لكثير من الشركات العالمية ,ويعتبر هذا نوع من الارهاب الاقتصادي العالمي.
وهناك الارهاب التكنولوجي والتقني الذي اصبح يسطر على كثير من دول شرق اسيا تصنع وتصدر المعدات التكنولوجية والتقنية وتتحكم بالسعر العالمي ,وهناك العديد من الدول تستطيع ان تتحكم في سلعة ما مثل البن والارز والحبوب ويعتبر هذا ارهاب غذائي عالمي .
وهناك الارهاب الفكري والديني الذي يسطر على العقول البشر , ويتحكم به رجال الدين كما حدث في العصور الوسطى والكنسية وصكوك الغفران,وكما يحدث عند الشيعة بانهم يعطون مفتاح شقة له في الجنة بعد ان يقتل سني عراقي , وما يحدث عند الدواعش بعد ان يقنعوامن يفجر نفسه بين الابرياء والاطفال والشيوخ بان له مقعد في الجنة , او عندما يقول القاتل باسم الله, ويشهد المقتول بانه لا اله الا الله.
والارهاب موجود في كل الدول العالمية , ولا تكاد اي دولة في العالم تخلو من الارهاب, وكان النصيب الاكبر من الارهاب في الدول العربية والاسلامية , وخاصة دول بلاد الشام والعراق واليمن السعيد .
ووفي يوم الاحد 18/12/2016 تعرض الاردن الى هجمات ارهابية في محافظة الكرك، ليصبح إجمالي التهديدات الإرهابية التي ضربت الأردن خلال العام نفسه، 4 هجمات منها هجوم البقعة,و هجوم مخيم الرقبان ,و خلية إربد,وهجوم مركز التدريب ,واستهداف السياح ,وتفجيرات عمان في 9 نوفمبر 2005 وقعت سلسلة هجمات هي الأعنف في تاريخ الأردن الحديث، استهدفت فنادق في العاصمة عمان، وأسفرت عن مقتل 57 شخصا، سقط معظمهم أثناء حفل زفاف بأحد الفنادق.
وفي تفاعل الإرهاب مع العولمة، تشكلت ظواهر وحالات جديدة ,وقد استفاد المتطرفون من تكنولوجيا المعلوماتية والشبكية، بمستوى من الحيوية والإدراك يتفوق على معظم المكونات الأخرى في الدول والمجتمعات، وصارت الشبكة مسرحا آمنا للتجنيد والدعوة والتأثير والتدريب والتواصل والعمل والتنظيم, كما أنها تكنولوجياً ارتقت بقدرات الفرد ليشكل وحده جماعة إرهابية نشطة وفاعلة .
,تعدّ هجمات القاعدة على برجي مركز التجارة العالمي في 11 أيلول سبتمبر 2001 مرحلة تأسيسية في الإرهاب ومكافحته، وربما يكون صحيحا القول إن هذا التاريخ (11 أيلول سبتمبر) سيظل يوما فاصلا في التاريخ العالمي وتحولاته، وسيظل يقال ما قبل أو ما بعد 11 أيلول، ويمكن استحضار سلسلة طويلة من الأحداث التي أعقبت الحادي عشر من أيلول مثل الاجتياح الأمريكي لأفغانستان والعراق، وما تبع ذلك من صراعات ممتدة وتحولات في الأنظمة السياسية والاجتماعية والتشريعية في معظم أنحاء العالم.
يؤثر الإرهاب سلبيا على الحريات الفردية والديمقراطية في الدول التي تتعرض للإرهاب أو يهددها الإرهاب؛ فمكافحة الإرهاب تستدعي بطبيعة الحال التنازل عن بعض الحريات الفردية وعن الكثير من مظاهر الديمقراطية، والتي تعد أساس العولمة في الغرب، وفي ذلك تتخذ العلاقة بين العولمة والإرهاب اتجاها جديدا.
والإرهاب لا يقتصر على القتل والتدمير وإشاعة العنف والخوف وحسب، بل يتعداه إلى أنواع أخرى مختلفة ومتداخلة، ومنها الإرهاب الاقتصادي بضرب المصالح الاقتصادية لبلد ما، مثل استهداف المركز العالمي للتجارة في نيويورك والأماكن السياحية في والأردن ومصر وإندونيسيا (بالي) وإسبانيا، والإرهاب السياسي بالقتل العشوائي، والإرهاب الإلكتروني باستخدام شبكة الإنترنت والتواصل الاجتماعي لأجل التأثير والتجنيد.
ومن أسباب الارهاب العنف والتطرف والإرهاب والكراهية في عالم العرب والمسلمين؛ منها الصراع العربي الإسرائيلي، والسياسات الأمريكية في المنطقة، وانخفاض مستويات التنمية الاقتصادية والإنسانية والفقر والتفاوت الاقتصادي والاجتماعي بين فئات المجتمع الواحد وبين الدول، والاستبداد وغياب الديمقراطية، وانحسار تأثير الطبقة الوسطى، والعداء للإسلام.
وفي الختام نقول ان الارهاب هو سرطان القرن الحادي والعشرين ,مرض معدي ينتشر بسرعة الضوء في جميع اقطار العالم ,لا يعرف حدود جغرافية , ولاجنس عربي او جنسية اخرى, ولا لون ابيض اسمر اصفر ,ولا دين له يتقتل كل من يقف امامه ويعارضة ,وندعو الله ان يحفظ الاردن من كل شر ويحفظها من الارهاب والارهابيين .