أ. سعيد ذياب سليم
ما الذي يميز موسم الامتحانات وقد اقترب ؟ إنه القلق . نشعر بالقلق و التوتر قبل و أثناء الامتحان ، فينعكس علينا سلبيا أو إيجابيا ، ربما يربك تفكيرنا و يشتته أو يحفّزه و يدفعه في الاتجاه السليم، بعض القلق يطلق شرارة الاشتعال لعملية التفكير و البحث عن الإجابات، ويساهم مع الاستعداد الجسدي و الذهني لاجتياز هذا الموقف بنجاح، فهو إذا احساس طبيعي على أن لا نسمح له بالسيطرة علينا ونحتفظ بزمام القيادة.
يختلف الاحساس بالقلق من شخص لآخر، وربما يُترجم إلى إشارات جسدية كالصداع وعاطفية كالخوف الشديد وسلوكية وربما مشاكل في الاستيعاب و التذكر.
للتعامل معه لا بد من خطة متوازنة يدخل فيها فهمنا لأنفسنا والآخرين والبيئة حولنا، و استعدادنا الجيد للامتحان، و كيفية السيطرة على انفعالاتنا و عدم الاستسلام لها فيكفي أن تقنع نفسك أنك في حلم لتخرج من الكابوس بأمان.
عندما نجلس للامتحان : إما أن نكون على درجة جيدة من الاستعداد له دراسة و محاكاة لمواقف شبيهة ولسان حالنا يقول “أنا مستعد جيدا و سأنجح” فنشعر بالهدوء ونقوم بإدارة الوقت بنجاح، و إما أن يسيطر علينا الخوف فتهجم علينا العتمة و تشل تفكيرنا ولا نستوعب الكلمات التي نقرأ و قد قرأناها آلاف المرات فهل نستسلم لليأس؟ لم لا نعوّد أنفسنا التفكر بإيجابية و أن نقول ” أستطيع أن أقوم بذلك ” .
للسيطرة على القلق يجب التمييز بين الممكن و المحتمل، و أن ما نشعر به ليس هو الحقيقة ، ثم ما هي أسوء النتائج؟ من المحتمل أن تواجهنا صعوبة ما لكن ممكن جدا أن نتغلب عليها إن آمنّا بأنفسنا و قدراتنا، والخوف من الفشل لا يعني أن ذلك واقع بنا و قد أخذنا بالأسباب و واجهنا مخاوفنا بواقعية ، ربما نخسر سؤالا لكن لا نخسر الامتحان، ثم إن حدثت أسوء النتائج فلن تكون نهاية العالم فإن خسارة المعركة لا يعني خسارتنا للحرب.
عند تصميم الامتحان العام ، يؤخذ في الحسبان مستويات الطلبة المختلفة ، و يقوم بقياس عدة مستويات من المعرفة، بحيث تقترب درجات صعوبة الأسئلة من المنحنى الطبيعي لقدرات الطلبة فيكون الهدف منه تقييم تحصيل الطالب وقياس مهاراته المعرفية و ليس تحدي الطالب و اختبار قدرته في القفز من فوق هذا الحاجز .
يؤثر العامل النفسي على إحساسنا بالزمن ، في الأحداث السعيدة يمر كنسمة الصيف دون أن تشعر بمروره و انقضائه، وعندما تكون حزينا يتباطأ سيره وتمتد الثواني لتشعرك بسكونها ، وفي الامتحان تغرقك مشاعر مختلفة وتُسلَب منك الدقائق الثمينة دون أن تدري، فلم لا نضع خطة زمنية تساعد في كسب الوقت وإدارته بشكل دقيق؟
يضع البعض قائمة شطب تحتوي على الموضوعات الرئيسية لمادة الامتحان في المسودة ، يستشيرها كلما أنجز جزء من الإجابة، وتدله على فكرة الحل للسؤال الغامض من بين الأفكار التي لم يتم معالجتها بعد.
ربما نبدأ بإجابة الأسئلة السهلة ، فنبني بذلك ثقتنا لحل الأسئلة الاكثر صعوبة، لكن حاذر أن تنسى و تترك سؤالا دون إجابة، و من سيئات هذه الطريقة أنه ربما نترك سؤالا نخشى أن يكون صعبا لنكتشف فيما بعد أننا أضعنا فرصة ثمينة في إجابته و الحصول على علاماته لسهولته.
أما البعض فيضع جدولا زمنيا لأسئلة الامتحان ، يتناسب و علامات كل سؤال، فالسؤال الذي له 20 درجة من النهاية العظمى 100 يحتاج منا 0.2×120 = 24 دقيقة إذا كان زمن الامتحان ساعتين، وهكذا ثم يبدأ الإجابة ملتزما بهذا الجدول ولا يخرج عنه، آخذا بعين الاعتبار أن ثلث هذا الزمن – 8 دقائق- لقراءة السؤال و تحليله لتحديد المعطيات و المطلوب واختيار طريقة الحل التي سيحتاج تنفيذها إلى ثلثي الوقت – 16 دقيقة وربما يوفر بعض الدقائق للمراجعة النهائية.
بدأنا الاستعداد لهذا الموسم منذ أيام طويلة و ربما أشهر، قمنا بحل أسئلة شبيهة ، نمارس الحياة بشكل سليم محافظين على صحة الجسم و العقل و النفس ، والآن .. تنفس بعمق .. بعمق أكثر ثم انطلق ، فأنت تستطيع.