أ. د. بـــــــلال أبوالهــدى
لقد خلق الله الملائكة بعقل دون غريزة مما يؤكد لنا انهم لا يتكاثرون وليسوا ذكورا او اناث ويخلق الله منهم ما يشاء (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (فاطر: 1)). وقد خلق الله الجن بعقل وبغريزة فهم يتزاوجون ويتكاثرون، وكذلك بني آدم خلقهم بغريزة وعقل ويتكاثرون ولكن اذا تغلبت الغريزة على العقل اصبح الإنسان بتصرفاته حيوانا واذا غلب العقل على الغريزة اصبح ملاكا واذا تساوت الغريزة مع العقل اصبح انسانا سويا عاديا. وخلق الله الحيوانات بغريزة جنسية دون عقل (كما عند الجن او الانس من عقل). والغريزة الجنسية اقوى بكثير من غيرها من الغرائز عند بني البشر مثل غريزة الطعام والخوف والتملك … الخ. فإذا لم يتم مراقبة وتوجيه ونصح الذكور والاناث في سن المراهقة وهو اوج الرغبة الجنسية الجامحة عند النوعين سيكون هناك عدم القدرة على التحكم في رغبات الجسم الجنسية وربما يؤدي ذلك الى الإنحراف والشذوذ الجنسي وربما اذا تم استغلاله من قبل تجار الجنس سيؤدي الى انتشار الرذيلة وبيوت الدعارة في المجتمع بشكل ملاحظ وربما بشكل متزايد لا يمكن التحكم به. ويعتبر اذا انتشرت الرذيلة والدعارة بين فئة المراهقين وبائا لا يمكن علاجه ويصعب علاجه واكبر دليل على ذلك ان الذكور او الاناث الطبيعيين مهما بلغوا من العمر تبقى لديهم الرغبة في الجنس حتى يفارقوا الحياة الدنيا وذلك للمحافظة على الجنس البشري الذي سنه الله بين بني البشر ولتفريغ ما عندهم من طاقة جنسية حتى تنتهي الحياة الدنيا.
هناك اسباب عديدة للانحرافات الجنسية او انتشار الدعارة في سن المراهقة عند الذكور والاناث ومنها: عدم تربية الأولاد التربية الدينية الصحيحة وهي زرع رقابة الله في نفوسهم وهم اطفال وتكون عندهم عقيدة ان الله يراقبهم في تصرفاتهم بوجود الاهل معهم او غيابهم عنهم لقوله تعالى (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ۖ وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ، مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (الحديد: 4، ق: 18)). الحاجة المادية واستغلالها من قبل بعض تجار الجنس وهذه عادة ما تحدث في الحروب والهجرات القصريه لبعض الشعوب وعدم توفر احتياجاتهم الأساسية من قبل الدول المضيفة لهم، كما قال الفاروق الخليفة المسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لو كان الفقر رجلا لقتلته. الرغبة الجامحة للجنس ويسمى الشبق الجنسي عند النوعين اذا لم تلبى الحاجة الجنسية عندهم (عندهن) بالطرق الشرعية والمشروعة، رفقة السوء من النوعين لأن الرغبة الجنسية جامحة واذا اثيرت من الصعب التحكم فيها لأن في هذه الحالة تتغلب الغريزة على العقل ولهذا سميت غريزة حيوانية. وسائل التواصل الإجتماعية وما يعرض عليها من افلام جنسية اباحية تثير الغرائز عند كبار السن فكيف صغار السن في سن المراهقة؟. ما تم اباحته عالميا من نظرية الجندر والتحويل الجنسي والمثلية الجنسية الذكورية والأنثوية واصحاب الرغبة بالجنسين. ولكن السؤال الذي يتبادر للذهن لماذا لم تنشر الرذيلة والدعارة عند الأجانب كما نشرت في بلاد العرب والمسلمين بشكل جرائمي وهم الذين يعتبرونها حاجه عند الانسان لا بد من تلبيتها برضى الطرفين. واذا كان لا بد من اباحة الدعارة عندهم تكون مرخصة من قبل الدولة ولها قوانينها والجهات المسؤولة عنها تنظيميا واداريا واشرافا صحيا … الخ. اللهم أجرنا مما اخبر به رسول الله ﷺ عما سياتي علينا في آخر الزمان مما يغضب رب العالمين من اشرار البشر.