د . ردينة بطارسة
البدايات والنهايات
مبارك لكم جميعا الفرصة الجديدة هذا اليوم.. ها نحن عدنا لكي نقف على الحافة من جديد… نشحن أرواحنا بالطاقة و العنفوان المتبل بالحنان…كزهرة لوز حبلى باللون الأبيض.. تنوي التفتح في اذار، نحضر قلوبنا نقية من الأحقاد…نثب بكل رشاقة غير خائفين، نخلع عنا ثوب بارد من الجمود.. نتعرى من كل القيود البالية الصدئة…نتعمد أن نسقط مناديل الدموع المشبعة هناك في زاوية لا يراها سوى المولعين بالنواح… صوت النحيب لا يناسبني هذا المساء … فقد نفذ الوقت المخصص للبكاء… يكفي.. بت اكره الستائر المسدله.. مللت رؤية الجوارب السوداء تغطي اقدام مدمني الحداد ..أحتاج إلى تنفس هواء نظيف هذا المساء.. لا يحمل الإنفلونزا إلى صدور أطفالي… جميعنا اليوم نحتاجه هذا الهواء.. في اجواء التلوث والاشاعات.. لقد خنقتنا التفاصيل المبعثرة بين أحداث لم نكن طرفا فيها .. واصبحت جميع الأخبار ممجوجة… فقدت حبرها صحفنا المفضلة… قتلتها شاشات صغيره.. نخبئها في جيوبنا السرية.. نخفي فيها الكثير …. محتوى عديم القيمة والمعنى في معظمه. اليوم ونحن نمد يدنا بالابهام والسبابة ننزع الورقة الأخيره في رزنامة عام 2018… وننزع معها كل ما يثبط من عزيمتنا… نحتاج بإلحاح إلى الوصول إلى الشعاع الأول يصافحنا نور دافئ لعام جديد… نركع نصلي للعلي القدير.. ان تكون كل أيام هذا العام.. خالية من الوجع والخيانة والفراق…خالية من الرسائل المحذوفة… صفحة جديدة صافية.. نكتب فيها أحلامنا الطازجة…نتخلص من بقايا حب بائس… ونمزق تقاريرنا السنوية المزورة ..ونستبدلها باخرى تشبهنا نحن …بعد ساعات ستلبس الجميلات أقنعة تخفي معالم وجهوهن المثقله بالمساحيق الباهته. ليعلو صوت الخلاخيل وستعتلي القبعات الورقية رؤوس الرجال المشهورين.. يختبئون تحتها من صيد المصورين والمصورات ..ويرقص من يرقص ويغني من يغني. وهذا الأب الرزين ذهب باكرا إلى فراشه.. فضل ان يستقبل العام الجديد بعيون مغمضه… أطفال جدد سيولدون الليله… جاءت لحظة مغادرتهم مخبئهم الأمين.. تتزامن مع ولادة العام الجديد… كثيرة هي الاحداث التي تشهدها الساعات.. ما قبل النهاية وقبل البداية… لكنها في أخر المطاف كأسنا نحن.. تمتلئ بما نضعه فيها.. شر او خير او حب كان. أحبتي لن أتمنى لكم عاما جديدا سعيدا.. ستكون أمنيتي لكل احبتي بأن يزرع اله الكون في صدوركم قلوبا جديده مليئة بالخير والسلام.. لتملئوا انتم السنه الجديده بالفرح والحب وكل عام وانتم بخير…