بلال أبو الهدى
لقد منَّ الله على الإنسان بالعلم وقد كان ربِّ العزة والجلالة أول معلم في الكون عندما علّم سيدنا آدم الأسماء كلها (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)) وبذلك كان آدم أول تلميذ أو طالب نجيب وناجحا وقد تفوق على الملائكة في تعلمه وعلمه (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 32))، ومن هنا بدأت حكاية العلم والتعلم. وبعد هبوط سيدنا آدم وزوجه وإبليس من الجنة إلى الأرض بدأ ربِّ العزة والجلالة بإرسال الرسل والأنبياء لبني آدم-ذريته (قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة: 38)). وكان نبينا محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء والمرسلين ﷺ وقد خاطبه ربنا (اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَم، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق: 3-5)). وبدأ الإنسان يتعلم ويتطور في علمه وفق تطور حاجاته وتطور الزمان والعلوم والتكنولوجيا. وبدأ الإنسان من بداية حياته يستخدم الحيوانات في تنقله من مكان لآخر وبعد إكتشافة للفحم طور صناعة القطارات والسفن للتنقل وبعد إكتشافه للبترول بدأ بإستخدام السيارات والطائرات بمختلف أنواعها للتنقل من مكان لآخر على الأرض. وفي نفس الوقت تم تطوير أجهزة الحاسوب الرقمية بحيث أصبح كل شيء في العالم يعتمد على الحاسوب الرقمي ومن ثم تم تطوير الحواسيب الصغيرة والخلويات الذكية وعلى التوازي تم تطوير الأقمار الصناعية وشبكات الحاسوب والإتصالات وبالتالي الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) لتوفير الإتصالات لجيمع قاطني كوكب الأرض بكل يسر وتبع ذلك تطوير سفن الفضاء المختلفة. إلى أن وصلنا في وقتنا الحاضر لإستخدام الخلويات المتطورة جداً والتي تعتبر جهاز حاسوب متكامل يمكن إستخدامه في تحديد أي موقع في العالم عن طريق خرائط جوجل وعن طريق إستخدام جلوبال بوزيشننجر سيستم Global Positioning System (GPS) وبالتالي تمكين كل إنسان للوصول إلى أي موقع يريده في بلده أو بين البلدان المتجاوره وعالميا بالطائرات على كوكب الأرض من نظام الموقع العالمي (GPS) من جوجل والذي يعطي للمستخدم إرشادات أول بأول حتى يصل للموقع المطلوب بغض النظر عن وسيلة النقل المستخدمه. ولكن كما نعلم أن العالم بدأ يشعر بأن البترول سوف ينضب يوما ما ولهذا كان لا بد من التفكير في البدائل، فبدأ بعض علماء العالم بتطوير السيارات التي تستخدم البطاريات الكهربائية والتي تشحن عن طريق شواحن خاصة أو عن طريق الطاقة الشمسية. ولكن توليد الكهرباء يتطلب إستخدام البترول فلا بد من التفكير بمصادر أخرى للطاقة وهي الطاقة النووية ولهذا منذ سنين مضت بدأت بلدان العالم المتطورة بإستخدام المفاعلات النووية لتخفيف التكاليف وللإعتماد عليها عند نضوب البترول من الدول المنتجة له في العالم حتى صنعت الصين حديثا بطارية نووية تعمل لخمسين عاما دون حاجة للشحن.
ولقد فكرت كأستاذ دكتور في علوم الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات منذ سنين عديدة بهذه المشكلة وهو عدم إمكانية إستخدام السيارات والقطارات والسفن والطائرات لعدم توفر الوقود البترولي لها. ولهذا لا بد من إستخدام الطاقة النووية عن طريق تصنيع بطاريات إلكترونية نوويه رقميه مزروع فيها كمببوتر متطور جداً مربوط مع الأقمار الصناعية تزرع كل هذه العناصر وربما عناصر أخرى في طائرة صغيرة مسيرة عن بعد أو تصنيع بزة مصممه بطريقة متطورة جداً كبزة رجال الفضاء ولكن بشكل أبسط بحيث يتمكن الإنسان من إرتدائها حين يرغب في التنقل من مكان لآخر. وتعمل هذه البزة عن طريق أزرار أو كبسات وظيفية مبرمجة مسبقا للإرتفاع لأي علو في السماء ومن ثم لتشغيل المحرك النفاث النووي للحركة بسرعات مختلفة وتشغيل أزرار أو كبسات الإتجاهات ثم زر أو كبسة الهبوط عند وصول مستخدمها للمكان الذي يرغب في الوصول إليه. ولكن يتبادر إلى الذهن كثيراً من التساؤلات منها: هل سيكون هناك شركات دولية معتمدة مصنعة لهذه البزات وفق مواصفات ومعايير دولية من منظمات دولية للمواصفات والمقاييس؟. كيف ستكون الإمتحانات والفحوصات النظرية والعملية للأشخاص الراغبين في إستخدام هذه البزات لإصدار رخص قيادة لهم؟ وهل سيكون هناك مراكز للتدريب (نظريا على قوانين الطيران بهذه البزات وعمليا على استخدام هذه البزات) مرخصة لتدريب الراغبين في الحصول على رخص قيادة لها؟. كيف يتم ضبط طيران مستخدمي هذه البزات وفق قوانين طيران خاصة بها؟. كيف سيتم ضبط الطيران لهذه البزات دون حصول أي تصادم بينها في الفضاء؟. هل سيتم استخدام الذكاء الاصطناعي مع ال GPS على شاشه مرفقة مع البزة مستفيدين من قدرات ملايين طيور الزرزور التي تطير مع بعضها البعض بأشكال مثيرة للدهشة والإعجاب دون أن يصتدم طير بآخر؟ … الخ. وهنا المجال مفتوح على مصراعيه للمختصين والخبراء في هذا المجال للتطوير بإستمرار. فعلينا أن نتخيل جميعا كيف سيتم تنقل الناس في هذا الفضاء الواسع؟! وكيف سيحضر الموظفين إلى أماكن أعمالهم؟! وكذلك كيف سيحضر أعضاء هيئة التدريس إلى مكاتبهم وكيف سيحضرون هم والطلبة إلى قاعات المحاضرات … إلخ، بصراحة هذا ما أتوقعه أن يحصل في المستقبل القريب والله أعلم. ولكن على الجهات الرسمية من الآن التفكير بكيفية ترخيص هذه البزات الإلكترونية الرقمية النووية وكيفية متابعتها وهل سيكون هناك مراقبة لطيران الأشخاص بهذه البزات؟ وكيف؟. هل سيكون مراقبي سير و كاميرات مراقبه في الفضاء الخارجي لضبط مخالفات سرعة الطيران المحددة وكيف يتم التحكم بذلك. وهل سيكون محطات فضائية لصيانة أي بزة تعرضت لخطأ ما وأترك إلى قرائي في تعليقاتهم إضافة ما عندهم من تساؤلات أو آراء حول هذا الموضوع.