عمر عبندة
أعجب مما وصلنا اليه من مستوى هابط في التفكير والمواقف في سائر الوطن الكبير من محيطه الى خليجه ، فهناك عند أقصى الغرب على الأطلسي شماته نتنة بين شقيقين جمعهما ذات زمان نضال مشترك ضد مستعمر استباح الأرض والعرض ، شماته نسيت ملايين الشهداء الذين استباح ذاك المستعمر دماءهم والذي أقل ما قد يوصف به انه استعمار همجي تغنى كذبًا بحق الشعوب بالحرية والاخاء والمساواة بين والاستقلال وتقرير المصير .
وهنا في محيطنا من شرق المتوسط الى خليج العرب مرورًا بنهرين جفت مجاريهما بفعل جارٍ يجاهر في قوميّة متعصبّة نشهد بعثًا جديدًا لانتفاضة ” شعنونة ” حمقاء خنّثت الأخلاق ونجّست المشاعر وأغرقت الفضاء الألكتروني بسيل من مفردات اقليمية، جهوية وطائفية قميئة اعادتنا الى ” جاهليّة ” جعلت من العرب ” أعرابًا ” ومن القبيلة قبائل ومن الأفراد خصومًا واتاحت الفرصة والمجال للمتربصين بنا لإيقاظ غول التفرقة والفرقة التي ما زالت متهالكة منذ عشرات السنين أصلًا .
السياسة والجغرافيا واللغة والتاريخ العميق المفعم بالعراقة والمصالح المشتركة تجمعنا، فيما كرة زنتها 400 غرام محشوة هواء صُنعت للركل بالأقدام شتت شملنا وفضحت مكنون أنفسنا في وطن أُصطلح على تسميّته بالوطن العربي الكبير ! فأي وطن كبير هذا الذي تفرّق أبناءه لعبة أو مسابقة محورها كرة جوفاء ؟ وأي وطن كبير هذا الذي يتراشق ابناؤه فُحش الكلام جراء كرات دخلت شباك هذا أو شباك ذاك؟
يا أحبتنا في كل مكان من هذا الوطن الكبير إن في كل دولة فيه ” فيها اللي مكفيها ” فبعضها أسير لمحتل والبعض الأخر أسير لمحتلين وثالث ما زالت نيرانه مشتعلة ورابع معيشة مواطنيه أصبحت ضنكى وخامس تحاصر العسكر مواطنيه ويقتلونهم تقتيلًا وسادس تحول من دولة الى ولايات وسابع وثامن وهكذا !
إن ما يجري في غزة وباقي انحاء فلسطين وامعان دولة الكيان الغاصب في القتل والابادة يعكس كما نعلم جميعًا واقع ما آل اليه حالنا يا مواطني الوطن الكبير !
علينا ألّا ننسى تصريحات مسؤولي الكيان المتطرّف وأطماعهم التوسعيّة من أجل حلم اسرائيل الكبرى .
يا أيها الناس حريٌ بنا أن نثوب الى رشدنا وأن نتقي الله تعالى فيما يخرج من أفواهنا وما تقترفه كتاباتنا وافكارنا .
فليس المهم في اللقاءات العربية العربية من فاز أو من لم يفز انما المهم أن العرب في مسابقة اسيا أثبتوا أن كعبهم عالٍ في هذه اللعبة المجنونة .